في خطوة تعكس متانة العلاقات الجزائرية–الإندونيسية وتزايد الاهتمام الآسيوي بالسوق الجزائرية، استقبل وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم، محمد عرقاب، يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، بمقر الوزارة، سفير جمهورية إندونيسيا بالجزائر، شليف أكبر تجندرانيغرات.

اللقاء الذي جرى بحضور كاتبة الدولة المكلفة بالمناجم كريمة بكير طافر، والمدير العام لشركة “بيرتامينا الجزائر”، وعدد من الإطارات من الجانبين، خُصص لمناقشة آفاق التعاون الثنائي في مجالي الطاقة والمناجم، واستعراض فرص الشراكة بين مؤسسات البلدين.

مصدر الصورة

مشاريع واعدة بين “سوناطراك” و”بيرتامينا”

ركزت المحادثات على تعزيز التعاون بين مجمع سوناطراك وشركة بيرتامينا الإندونيسية، لاسيما في مجالات استكشاف وإنتاج النفط والغاز وتسويق الخام، بما يعزز التبادل التجاري بين الجانبين ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار المشترك.

كما شهد اللقاء عرضًا لخطة استثمارية قدمتها شركة “Pupuk Indonesia”، الرائدة في الصناعات الكيماوية والأسمدة، والتي أبدت اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ مشاريع استراتيجية في الجزائر، خصوصًا في مجالات الفوسفات والغاز، بما يسهم في تطوير الصناعات التحويلية ورفع القيمة المضافة المحلية.

تعاون في المعادن النادرة والليثيوم

من جهة أخرى، تناول الطرفان سبل توسيع التعاون في قطاع المناجم، مع التركيز على الاستغلال المستدام للفوسفات والمعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم والمعادن النادرة، إلى جانب تبادل الخبرات حول سلاسل التوريد والتصنيع المستدام.

عرقاب: الجزائر منفتحة على الشراكات المتوازنة

وفي كلمته، أكد الوزير محمد عرقاب أن الجزائر حريصة على بناء شراكات استراتيجية متوازنة ومثمرة مع الدول الصديقة، تقوم على مبدأ المنفعة المتبادلة ونقل التكنولوجيا وتثمين الموارد الوطنية.

كما أشاد بالتجربة الإندونيسية في تطوير الصناعات التحويلية في قطاعي المناجم والطاقة، معربًا عن رغبة الجزائر في الاستفادة من هذه التجربة الناجحة.

سفير إندونيسيا: الجزائر شريك موثوق في إفريقيا

من جانبه، عبّر السفير الإندونيسي شليف أكبر تجندرانيغرات عن تقدير بلاده لجهود الجزائر في تعزيز مناخ الاستثمار، مؤكدًا أن إندونيسيا تعتبر الجزائر بوابة استراتيجية نحو إفريقيا، وتسعى إلى توسيع حضورها الاقتصادي في القارة عبر شراكات نوعية في مجالات الطاقة والتعدين.

نحو مرحلة جديدة من التعاون الجزائري–الإندونيسي

يمثل هذا اللقاء خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإندونيسيا، ويفتح المجال أمام استثمارات نوعية قادرة على دعم التحول الصناعي والطاقوي في الجزائر، بما يتماشى مع رؤيتها الجديدة لتنويع الاقتصاد وجذب الشركاء الاستراتيجيين.