الجزائر تُصدّر نموذجا رياديا في تعليم الصم.. البروفيسور فتحي زقعار يكشف لـ”الجزائر الآن” ملامح ثورة تربوية غير مسبوقة
جسر أكاديمي مع أبرز المعاهد الايطالية والجامعة الأمريكية غالوديت الرائدة ” في تعليم الصم”
أكثر من 8600 مترشح للدفعة الثالثة.. و”ماستر لغة الإشارة” يدخل حيّز التنفيذ
أول مؤسسة عليا لتكوين أساتذة الصم تفتح أبوابها أمام الطلبة الأجانب من هذه الدول..
يكشف مدير المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم ، البروفيسور فتحي زقعار، في حوار مع الموقع الالكترونيخ”الجزائر الآن” ، عن تفاصيل حول واحدة من أهم المؤسسات التكوينية الناشئة في الجزائر، والتي أصبحت، في ظرف قياسي، وجهة أكاديمية وطنية وإقليمية تستقطب اهتمام الطلبة، حتى من خارج البلاد، بعد أن تمكنت المدرسة و في سابقة فريدة على المستوى العربي والإفريقي، في ظرف زمني قصير، من التحوّل إلى مؤسسة مرجعية في مجال التكوين العالي المتخصص، واضعةً على عاتقها مهمة وطنية نبيلة: تأهيل كفاءات قادرة على تعليم فئة الصم وضعاف السمع بفعالية واحترافية.
الحوار يسلط الضوء على التحولات النوعية التي شهدتها المدرسة منذ تأسيسها، والتطورات البيداغوجية التي تدخلها إلى مصاف المؤسسات الجامعية المتخصصة الرائدة، من خلال اعتماد التكنولوجيا المتقدمة، الذكاء الاصطناعي، تطبيقات تعليمية رقمية موجهة لفئة الصم، وإنشاء أول مركز وطني مكثف لتعليم لغة الإشارة كما يتضمن الحوار معطيات حصرية عن مسابقة الالتحاق بالدفعة الثالثة، وعدد المترشحين، ، وتفاصيل دقيقة حول شروط القبول والتخصصات المستقبلية، على غرار الماستر المهني في لغة الإشارة.
ويكشف المدير، لأول مرة، عن اهتمام طلبة من دول عربية بالالتحاق بالمدرسة، وعن خطوات ملموسة نحو إبرام شراكات دولية كبرى مع مؤسسات مرجعية عالمية مثل جامعة “غالوديت” الأمريكية، الرائدة عالميًا في تعليم الصم.
السؤال1 : البروفيسور فتحي زقعار، بصفتكم مديرًا للمدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم، نود منكم تقديم لمحة موجزة عن المدرسة، وأهم أهدافها البيداغوجية و التكوينية؟
تُعد المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم إنجازًا الأولى من نوعه على المستويين الوطني والإفريقي المخصصة لتكوين أساتذة متخصصين في تعليم فئة الصم وضعاف السمع. وقد وُلدت هذه المبادرة من الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي أولى اهتمامًا خاصًا بذوي الاحتياجات الخاصة، إدراكًا منه أن ضمان حقهم في التعليم هو ركيزة أساسية لدمجهم الفعّال في المجتمع. وقد تجسدت هذه التوجيهات عبر المرسوم التنفيذي رقم 21-515 المؤرخ في 25 ديسمبر 2021، الذي أرسى الإطار القانوني لإنشاء المدرسة، لتفتح أبوابها رسميًا مع الدخول الجامعي 2022–2023. ومنذ انطلاقها، أخذت المؤسسة على عاتقها سد العجز المسجل في تكوين الأساتذة الموجهين لهذه الفئة، وذلك ضمن رؤية شاملة تهدف إلى دعم الدمج المدرسي والتربوي.
أما في ما يخص رسالتها البيداغوجية والتكوينية، فالمدرسة تسعى إلى:
· إعداد أساتذة أكفاء يمتلكون تكوينًا علميًا وبيداغوجيًا متخصصًا يمكّنهم من التعامل بفاعلية مع خصوصيات التلميذ الأصم.
· تطوير مناهج تربوية حديثة تعتمد على لغة الإشارة ووسائل الاتصال الداعمة للتعليم الشامل.
· تعزيز البحث العلمي والابتكار في مجال تعليم ذوي الإعاقة السمعية، وتشجيع الطلبة على ابتكار تطبيقات وأدوات تعليمية رقمية موجهة لهذه الفئة.
· تكوين مكوّنين قادرين على نقل الخبرة إلى مختلف ولايات الوطن، بما يسهم في تقليص الفوارق الجهوية في التأطير البيداغوجي.
· فتح آفاق تعاون عربي وإفريقي لتبادل التجارب والخبرات، نظرًا لكون المدرسة الأولى من نوعها في المنطقة.
وقد حملت المؤسسة اسم المجاهد والعالم الشيخ محمد طاهر أيت عجلت، تخليدًا لمسيرته الحافلة بالعطاء التربوي والعلمي، ولما مثّله من نموذج في الالتزام الأخلاقي وخدمة المعرفة، وهو ما يعكس البعد الرمزي والرسالي للمدرسة.
السؤال 2 : أولا : ما الدور الذي تلعبه هذه المؤسسة في تكوين أساتذة مختصين في تعليم ذوي الإعاقة السمعية؟ ثانيًا: مستجدات الدخول المدرسي 2025/2026
المدرسة العليا لأساتذة الصم البكم تؤدي دورًا محوريًا في تكوين جيل جديد من الأساتذة المؤهلين للتعامل مع التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية، حيث توفر تكوينًا أكاديميًا متكاملًا يجمع بين البعد البيداغوجي والتطبيقي. فمن خلال برامجها المتخصصة، تزوّد الطلبة بالمعارف العلمية حول خصوصيات الإعاقة السمعية، وأساليب التواصل بلغة الإشارة، وتقنيات التدريس الملائمة لهذه الفئة، بما يضمن تكييف العملية التعليمية مع حاجاتهم الخاصة.
كما تسعى المؤسسة إلى إعداد مكوّنين يمتلكون الكفاءة العلمية والمهارات التربوية القادرة على مواكبة المستجدات التكنولوجية في مجال التعليم الدامج، وذلك عبر دمج الوسائل الرقمية والوسائط التفاعلية الحديثة في الممارسات البيداغوجية. وقد حرصت المدرسة، في هذا السياق، على تشجيع البحث العلمي وتبني مشاريع ابتكارية، من بينها تطوير تطبيقات تعليمية رقمية ومنصات للتواصل بلغة الإشارة، بما يعزز إدماج الصم وضعاف السمع في المحيط المدرسي والاجتماعي.
إن الدور الأساسي للمدرسة لا يتوقف عند تكوين الأساتذة فحسب، بل يمتد إلى بناء كفاءات وطنية تسهم في سدّ العجز البيداغوجي المسجل على مستوى ولايات الوطن كافة، مع ضمان توزيع عادل للتأطير وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص. كما تساهم المدرسة في تثمين مكانة الجزائر كبلد رائد على المستويين العربي والإفريقي في مجال تعليم ذوي الإعاقة السمعية.
ثانيًا: مستجدات الدخول المدرسي 2025/2026
في إطار التحضير للدخول الجامعي الجديد، وضعت المدرسة برنامجًا يهدف إلى تعزيز المقاييس البيداغوجية من خلال إدراج وحدات مرتبطة بتكنولوجيا التعليم الموجّه لفئة الصم، إلى جانب توسيع آفاق البحث التطبيقي وربطه بالاحتياجات الميدانية. كما تم التخطيط لاستقبال دفعة جديدة من الطلبة من مختلف ولايات الوطن، في تخصصات متعددة تلبي حاجات قطاعي التربية والتضامن الوطني.
وتعمل الإدارة على تهيئة ظروف أفضل للتكوين عبر تدعيم البنية التحتية وتجهيز القاعات بوسائل تعليمية حديثة، فضلاً عن برمجة دورات مكثفة في لغة الإشارة لفائدة الأساتذة والطلبة الجدد، بما يضمن انطلاقة قوية وفعّالة للدخول الجامعي 2025/2026، ويترجم التزام المدرسة بمواصلة تطوير رسالتها البيداغوجية في خدمة فئة الصم البكم
السؤال 3 : هل هناك معايير خاصة للقبول في المدرسة، خصوصًا في ما يتعلق بالجانب النفسي أو التكويني للطالب؟
المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم هي مؤسسة وطنية متخصصة في تكوين أساتذة يمتلكون الكفاءة البيداغوجية والإنسانية للتكفل بفئة الصم وضعاف السمع داخل المؤسسات التعليمية ومراكز التربية الخاصة. ولهذا فإن الالتحاق بها يخضع لمعايير دقيقة تضمن اختيار الطلبة الأكثر استعدادًا لهذه المهمة النبيلة.
في المرحلة الأولى، يشترط أن يكون المترشح حائزًا على شهادة ليسانس، ليواصل تكوينه الأكاديمي في أحد التخصصات المفتوحة بالمدرسة، وفق احتياجات قطاع التربية. أما تعيين المناصب فيتم تحديده مسبقًا بالتنسيق مع مديريات التربية عبر الولايات، لضمان توجيه الخريجين نحو المناصب البيداغوجية التي تعاني من عجز. وبعد دراسة الملفات، يُستدعى المترشحون لاجتياز مقابلة شفوية، تُعد خطوة أساسية للتأكد من أهليتهم، حيث نركز خلالها على جملة من الجوانب، من أهمها:
· القدرات النفسية والتوازن الانفعالي، لما يتطلبه التدريس من صبر ومرونة.
· الاستعداد البيداغوجي والتربوي، أي قابلية الطالب لاكتساب أدوات التعليم المكيف.
· القدرات التواصلية، وعلى رأسها الاستعداد لتعلم لغة الإشارة والتفاعل بها.
· الميول الإنسانية والالتزام المهني، أي الرغبة الحقيقية في خدمة فئة ذوي الإعاقة السمعية.
من خلال هذه المعايير، نضمن أن المترشح الذي يتم قبوله قادر على متابعة تكوينه الجامعي التخصصي داخل المدرسة، ومن ثم الاضطلاع بمسؤولياته لاحقًا كأستاذ متخصص، يساهم في بناء مدرسة دامجة تتيح لتلاميذ الصم وضعاف السمع حقهم في تعليم نوعي وعادل.
السؤال 4 : أعلن عن تنظيم مسابقة خاصة بالدفعة الثالثة – هل يمكنكم أن تقدموا تفاصيل حول عدد المترشحين، عدد المقاعد المفتوحة، وعدد الناجحين؟
تم الإعلان عن تنظيم المسابقة الوطنية الخاصة بالدفعة الثالثة بتاريخ 20 جويلية 2025، حيث تم فتح منصة إلكترونية خصصت لاستقبال ملفات الترشح. وقد قام المترشحون بإيداع ملفاتهم إلكترونياً وفق الشروط المحددة في إعلان المسابقة.، تولت لجنة مختصة بدراسة الملفات مهمة التحقق من استيفاء الشروط، وأعدّت على إثر ذلك القوائم الأولية للمترشحين المقبولين. وقد بلغ العدد الإجمالي للمترشحين 8666 مترشحاً موزعين على 15 تخصصاً.
في مرحلة ثانية، تم نشر القوائم الأولية بتاريخ 01 سبتمبر 2025 على الموقع الرسمي للمدرسة، لإتاحة الفرصة للمترشحين لتقديم الطعون قبل الانتقال إلى بقية مراحل المسابقة.
السؤال 5 : المدير ما مدى إقبال الطلبة على التخصص في تعليم الصم والبكم؟ وهل لاحظتم تطورًا في وعي المجتمع بأهمية هذا التخصص؟
إن الإقبال الكبير على التخصص في تعليم الصم والبكم يعد مؤشرًا واضحًا على القيمة العالية التي اكتسبتها المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم على المستوى الوطني. فالعدد الكبير من المترشحين، والذي اشرنا اليه سابقا ، يعكس الرغبة الكبيرة لدى الطلبة في الانخراط في مسار أكاديمي يتيح لهم خدمة فئة ذوي الإعاقة السمعية، والمساهمة الفعلية في تطوير المنظومة التعليمية لهذه الفئة.
إضافة إلى ذلك، فإن السمعة الطيبة للمدرسة، التي صارت معروفة على الصعيد الوطني بتميز برامجها التكوينية ومنهجيتها العلمية، لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز هذه الرغبة. فقد أصبحت المدرسة وجهة مرموقة للطلبة الطامحين للعمل في مجال التربية الخاصة، وهو ما يظهر جليًا في التنافس الشديد على المقاعد البيداغوجية المحدودة والمتوافرة في مختلف التخصصات.
من ناحية أخرى، يُلاحظ تطورًا ملموسًا في وعي المجتمع بأهمية هذا التخصص، ليس فقط بين الطلبة وأولياء الأمور، بل أيضًا في أوساط المؤسسات التعليمية والإدارات العمومية ذات الصلة بقطاع التربية والتضامن الوطني. فالأهالي أصبحوا يدركون أن تكوين أساتذة متخصصين في تعليم الصم والبكم يشكل حجر الزاوية لنجاح عملية الدمج المدرسي وتمكين هذه الفئة من تحقيق استقلاليتها الأكاديمية والمهنية.
كما ساهمت المدرسة، من خلال أنشطتها وورشاتها وبرامجها التكوينية، في نشر ثقافة الوعي بأهمية تعليم الصم والبكم داخل المجتمع، وذلك عبر التعاون مع وزارات التعليم العالي، التربية الوطنية، وقطاع التضامن الوطني، بالإضافة إلى الحملات التوعوية بمناسبة اليوم العالمي للغة الإشارة. وهذا كله عزز فكرة أن هذا التخصص ليس مجرد مسار أكاديمي، بل رسالة اجتماعية وإنسانية حقيقية، تعمل على تعزيز العدالة الاجتماعية وتمكين جميع التلاميذ من الحصول على تعليم نوعي يتلاءم مع احتياجاتهم.
السؤال 6 : ما مدى إدماج التكنولوجيا والتقنيات الحديثة (كالألواح الذكية، البرمجيات التفاعلية، الذكاء الاصطناعي…) في المناهج الدراسية داخل المدرسة؟
منذ تأسيس المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم، حرصنا على رسم مسار واضح نحو الابتكار والتطور التكنولوجي والرقمي، انطلاقًا من إدراكنا التام بأهمية مواكبة المستجدات العالمية في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالأخص فئة الصم والبكم. لقد عملت المدرسة على تطوير برامج تكوينية متكاملة تدمج بين الجانب النظري والخلفية التطبيقية، مع تركيز كبير على توظيف التكنولوجيا الحديثة كأداة دعم أساسية في عملية التعلم والتدريس.
نتائج مبهرة.. ابتكار تطبيقات وبرمجيات تعليمية رقمية متخصصة لخدمة فئة الصم والبكم
لقد شجعت المدرسة الطلبة والمترشحين على الابتكار والإبداع العلمي، ما أسفر عن نتائج مبهرة، حيث تفوق العديد من الطلبة في ابتكار تطبيقات وبرمجيات تعليمية رقمية متخصصة لخدمة فئة الصم والبكم، بالإضافة إلى إنشاء منصات تواصل بلغة الإشارة تهدف إلى تعزيز التفاعل بين الطلاب والمعلمين، وتمكين التلاميذ من المشاركة في الأنشطة التعليمية بكل يسر وسلاسة. وقد عرضنا هذه الابتكارات في عدة تظاهرات ومؤتمرات علمية وطنية ودولية، بمشاركة شخصيات أكاديمية وفاعلين في مجال التربية الخاصة، وهو ما ساهم في رفع مستوى الوعي بأهمية التكنولوجيا في التعليم.
كما حرصت ادارة المدرسة على تجهيز الفصول والمختبرات بأحدث المعدات التقنية التي تدعم العملية التعليمية، من بينها السبورات الذكية، وأجهزة مساعدة للمعاقين سمعيًا، وأنظمة سمعية متطورة، وبرمجيات تعليمية تفاعلية. ويُعتبر هذا الاستثمار في البنية التحتية الرقمية خطوة استراتيجية لتعزيز جودة التعليم وضمان استمرارية التعلم الفعّال لكل الطلاب، مع التركيز على تلبية احتياجات التلاميذ بشكل فردي وفق مستوياتهم وقدراتهم.
إضافة إلى ذلك، تواصل المدرسة العمل على تفعيل برنامجها الرقمي الشامل، الذي يتيح للطلبة والمكونين الوصول إلى محتويات تعليمية رقمية متنوعة، والاستفادة من أدوات التعلم الإلكتروني، وهو ما يعزز الرقمنة في التربية الخاصة ويدعم التحول نحو أساليب تعليم مبتكرة تتماشى مع أحدث التطورات البيداغوجية العالمية. إن هذا النهج يؤكد التزام المدرسة بتقديم تكوين عالي الجودة، يرتكز على الابتكار العلمي والتقني، ويهدف إلى تمكين الأساتذة المستقبليين من تعليم الصم والبكم بكفاءة واحترافية، بما يضمن دمج هذه الفئة في المجتمع بشكل كامل وفعال.
السؤال 7 : البروفيسور فتحي زقعار ، ما أبرز الإنجازات التي حققتها المدرسة منذ فتحها؟
منذ افتتاحها مع الدخول الجامعي 2022–2023، تمكنت المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم من تحقيق سلسلة من الإنجازات التي تؤكد مكانتها ودورها المحوري في ميدان تكوين الأساتذة المختصين. ويمكن تلخيص أبرز هذه المكاسب فيما يلي:
· تكوين دفعتين متتاليتين من الطلبة في تخصصات نوعية، مع ضمان تكوين أكاديمي و بيداغوجي متكامل، أتاح لهم اكتساب مهارات علمية وتطبيقية في مجال تعليم فئة الصم وضعاف السمع.
· تخريج الدفعة الثانية من الأساتذة والمكوّنين، وهو ما ساهم فعليًا في تزويد قطاعي التربية الوطنية بإطارات مؤهلة تسد جزءًا مهمًا من العجز البيداغوجي المسجل على مستوى العديد من ولايات الوطن.
إطلاق برامج تكوينية مبتكرة تعتمد على لغة الإشارة والوسائط التكنولوجية الحديثة
· إطلاق برامج تكوينية مبتكرة تعتمد على لغة الإشارة والوسائط التكنولوجية الحديثة، مع تشجيع الطلبة على تطوير تطبيقات وأدوات رقمية تسهّل عملية التعليم والتواصل مع هذه الفئة.
· إنشاء المركز المكثف لتعليم لغة الإشارة، الذي أصبح فضاءً مفتوحًا لتنظيم دورات تدريبية لفائدة الأساتذة والطلبة والفاعلين في المجتمع المدني، وهو ما عزز من مكانة المدرسة كمركز وطني مرجعي في هذا المجال.
· المشاركة في تظاهرات علمية ووطنية، عبر عرض مشاريع طلابية وبحثية مبتكرة، ساهمت في إبراز قدرات المدرسة وإعطائها إشعاعًا أكاديميًا ومهنيًا على الصعيدين الوطني والإقليمي.
· بناء شراكات مع القطاعات المعنية، لاسيما وزارتي التربية و مراكز متخصصة لفئة ذوي الاعاقة السمعية ، قصد تنسيق الجهود وضمان توجيه خريجي المدرسة مباشرة إلى المؤسسات التعليمية التي تحتاج إليهم.
إن هذه الإنجازات، رغم حداثة المؤسسة، تؤكد أن المدرسة تسير بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كفضاء وطني استراتيجي لتكوين الكفاءات، وإرساء ثقافة تعليمية دامجة تضمن لفئة الصم وضعاف السمع حقهم الكامل في التعلم والاندماج المجتمعي.
السؤال 8 : هل هناك مشاريع مستقبلية لتوسيع تخصصات المدرسة أو إدماج لغات إشارات جديدة؟
نعم، تعمل المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم على تطوير تخصصات جديدة وإدماج برامج إضافية، خاصة ما يتعلق بلغة الإشارة، وذلك ضمن مشاريع مستقبلية واضحة ومدروسة.
أهم المشاريع والمبادرات المعلنة
· استحداث ماستر مهني في تخصص لغة الإشارة: تمت الموافقة على مشروع ماستر مهني جديد ضمن قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية، ينطلق بداية من الموسم الجامعي 2025/2026. يهدف هذا التكوين إلى إعداد مختصين في لغة الإشارة قادرين على مرافقة التلاميذ الصم وضعاف السمع في مختلف المراحل الدراسية، بما يضمن اندماجهم السلس في الوسط التربوي.
· تفعيل المركز المكثف لتعليم لغات الإشارة: تم إطلاق مركز متخصص لتعليم وتطوير لغات الإشارة، وهو فضاء أكاديمي ومهني يتيح التكوين المكثف والدورات التطبيقية، بما يسهم في نشر هذه اللغة وتعميم استعمالها.
· توسيع الشراكات وعقد اتفاقيات جديدة: تعمل المدرسة على تعزيز علاقاتها مع الجامعات الوطنية من خلال اتفاقيات تعاون تهدف إلى دعم التكوين، تبادل الخبرات، وإثراء البحث العلمي في هذا المجال.
مشاريع مستقبلية قيد الدراسة
· توسيع ماستر لغة الإشارة: ليشمل، إلى جانب الدراسات النظرية، الجانب التطبيقي الميداني عبر ورشات مكثفة، مع إمكانية إدراج تخصصات فرعية مثل الترجمة بلغة الإشارة، تقويم السمع، والتقنيات المساعدة.
· إدماج لغات أو لهجات إشارية محلية: وذلك في حال ثبوت وجود خصوصيات جهوية تتطلب تطوير قواميس أو برامج تكيفية لتلبية احتياجات مختلف الفئات.
· تنويع البرامج التكوينية: من خلال فتح مسارات متعددة تشمل ماستر أكاديمي، ماستر مهني، إضافة إلى برامج قصيرة أو شهادات تخصصية في لغة الإشارة والتخصصات المساعدة مثل اضطرابات النطق، تقويم السمع، علم النفس التربوي المرتبط بالإعاقة السمعية.
· تعزيز البحث والابتكار: عبر تشجيع تطوير موارد تعليمية رقمية، إعداد قاموس إشاري أكاديمي، وإنتاج تطبيقات وأدوات تكنولوجية ذكية لتسهيل التواصل.
نحو برامج مشتركة مع دول عربية وإفريقية
· شراكات إقليمية ودولية: بهدف استقطاب الخبرة العالمية، تبادل الأساتذة، وإنشاء برامج مشتركة مع دول عربية وإفريقية، بما يعزز ريادة المدرسة على المستويين الإقليمي والدولي.
السؤال 9 : بخصوص التعاون الدولي هل تم استقبال طلبة نت خارج الجزائر ؟
نعم، في إطار الانفتاح على التعاون الدولي وتعزيز البعد العربي والإقليمي للمؤسسة، استقبلت المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم طلبة من خارج الجزائر، وذلك بعد تسجيلهم عبر المنصة الرقمية الوطنية “أدرس بالجزائر”. وقد كان من بين هؤلاء الطلبة طالب من دولة فلسطين الشقيقة وآخر من الجمهورية العربية السورية، وهو ما يعكس المكانة المتنامية للمدرسة كمؤسسة جامعية متخصصة تستقطب الاهتمام على الصعيدين العربي والإفريقي.
السؤال 10:وهل هناك تعاون و تنسيق مع الدول اجنبية و عربية؟:
“لحد الآن لم يتم بعد إبرام أي تعاون أو تنسيق رسمي مع دول أجنبية أو عربية في مجال البرامج، بحكم أن المدرسة تُعد الأولى من نوعها على الصعيدين العربي والإفريقي. ومع ذلك، فإن المدرسة منفتحة على إرساء شراكات مستقبلية لتعزيز تبادل الخبرات وتطوير مجالات التعاون.”
السؤال 11: وهل هناك اتفاقيات مبرمة و حول ماذا ؟
17 اتفاقية لتوفير التكفل النفسي والبيداغوجي الأمثل لفائدة التلاميذ الصم
نعم، هناك اتفاقيات مبرمة يبلغ عددها 17 اتفاقية، أُبرمت مع مدارس عليا وجامعات ومديريات النشاط الاجتماعي والتضامن عبر مختلف ولايات الوطن، وتهدف إلى ضمان التعاون وتوفير التكفل النفسي والبيداغوجي الأمثل لفائدة التلاميذ الصم وضعاف السمع. كما تعمل المدرسة حالياً على إبرام اتفاقيات توأمة مع معاهد متخصصة في تعليم الصم بدولة إيطاليا، إضافةً إلى التحضير لاتفاقية تعاون مع جامعة غالوديت (Gallaudet University) بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي الجامعة العالمية الرائدة في مجال تعليم الصم وضعاف السمع. ويأتي هذا التوجه من أجل الانفتاح على التجارب الدولية الناجحة، والاطلاع على أحدث البرامج والطرق البيداغوجية والتصاميم والخدمات الاجتماعية الموجهة لاستيعاب الطلبة الصم، بما يساهم في تبادل الخبرات والتجارب العلمية ويعود بالنفع المباشر على تلاميذ الصم الجزائريين.”
السؤال12 : هل هناك نداء توجهونه إلى السلطات العمومية أو المجتمع المدني لدعم المدرسة ومهامها؟
بكل تأكيد، إن المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم، منذ نشأتها، حملت على عاتقها مسؤولية علمية وتربوية جسيمة تتمثل في إعداد الكفاءات المؤهلة لتعليم فئة الصم وضعاف السمع، وهي فئة تستحق منّا جميعًا كامل الرعاية والاهتمام. ورغم ما تحقق من خطوات مهمة في ظرف وجيز، فإن نجاح هذه المهمة لا يمكن أن يكتمل إلا بتكامل الجهود بين مختلف الفاعلين.
من هذا المنطلق، نتوجه بنداء صريح إلى السلطات العمومية من أجل مواصلة دعم هذه المؤسسة الفتية، سواء من حيث تعزيز الإطار المادي والتقني الذي تحتاجه برامج التكوين، أو من حيث فتح المزيد من المناصب البيداغوجية التي تتيح توسيع قاعدة التكوين لتغطية العجز المسجل على مستوى العديد من ولايات الوطن. كما نأمل في مواصلة مرافقة مشاريع الرقمنة والابتكار التربوي التي تتبناها المدرسة، لما لها من أثر مباشر على تحسين جودة التعليم الموجه لهذه الفئة.
عوامل كفيلة بإنجاح رسالة المدرسة وتحقيق الأثر الإيجابي المرجو على المدى البعيد
وفي السياق ذاته، فإننا نؤكد على أهمية دور المجتمع المدني والجمعيات الناشطة في مجال الإعاقة السمعية، باعتبارها شريكًا أساسيًا في دعم المدرسة ومرافقة أنشطتها العلمية والبيداغوجية. فالمساهمة في نشر الوعي بأهمية هذا التخصص، وتشجيع المبادرات الطلابية، وتقديم الدعم المعنوي والمادي للمشاريع البحثية، كلها عوامل كفيلة بإنجاح رسالة المدرسة وتحقيق الأثر الإيجابي المرجو على المدى البعيد.
إن رسالتنا مشتركة، وغايتنا واحدة أن نحول فئة الصم وضعاف السمع من مجرد متلقين للخدمات إلى فاعلين في المجتمع، قادرين على المشاركة والإبداع والعطاء. ولتحقيق هذا الهدف النبيل، نحن بحاجة إلى التفاف الجميع حول هذه المؤسسة، باعتبارها مكسبًا وطنيًا واستراتيجيًا.
السؤال 13: المدير البروفيسور فتحي زقعار : في الختام ما رسالتكم للطلبة الجدد الذين اختاروا هذا التخصص، وللأولياء الذين لديهم أطفال من فئة الصم والبكم؟
أود أن أوجّه رسالة صادقة للطلبة الجدد الذين التحقوا بالمدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم للسنة الجامعية 2025/2026، وأقول لهم: إن اختياركم لهذا التخصص ليس مجرد مسار أكاديمي تقليدي، بل هو التزام إنساني عميق ورسالة نبيلة تتجاوز حدود المهنة. أنتم اليوم على موعد مع تكوين علمي وبيداغوجي دقيق، سيمكنكم من امتلاك الأدوات اللازمة للتواصل مع التلميذ الأصم، وفهم احتياجاته، ومساعدته على إثبات ذاته داخل المنظومة التعليمية. ثقوا أن ما ستتعلمونه هنا سيكون له أثر مباشر على حياة مئات الأطفال والأسر، وهو شرف ومسؤولية في الوقت نفسه.
أما للأولياء الذين لديهم أبناء من فئة الصم وضعاف السمع، فإننا نؤكد لهم أن هذه المؤسسة وُجدت من أجلهم، ومن أجل أبنائهم بالدرجة الأولى، فلقد أخذت المدرسة على عاتقها إعداد أساتذة أكفاء قادرين على مرافقة أبنائهم في مسارهم الدراسي، وضمان حقهم الكامل في تعليم نوعي يرتقي إلى تطلعاتهم. كما نؤكد لهم أن الأبواب ستظل مفتوحة للتعاون والتواصل المستمر، لأن نجاحنا في أداء رسالتنا لن يتحقق إلا بالشراكة الوثيقة بين الأسرة والمدرسة.
كلمة أخيرة…
رسالتي الأخيرة أن نعتبر جميعًا أن تعليم فئة الصم وضعاف السمع ليس مسؤولية قطاع واحد أو مؤسسة واحدة، بل هو مشروع مجتمعي شامل، يشارك فيه الأستاذ والولي والمجتمع على حد سواء، حتى نمنح أبناءنا الفرصة الكاملة للاندماج والإبداع والعطاء.