آخر الأخبار

المخزن شريك في الإبادة: رئيس لجنة القدس يستقبل سفن الموت المتجهة لإبادة الفلسطينيين

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

المخزن شريك في الإبادة: رئيس لجنة القدس يستقبل سفن الموت المتجهة لإبادة الفلسطينيين

الجزائرالٱن _ في فصل جديد من فصول الخيانة المفضوحة ، كشفت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات “بي دي أس” عن استقبال نظام المخزن المغربي للسفينة الدنماركية “ماريان دانسيا” المحملة بثماني عشرة حاوية من قذائف الموت، وتزويدها بالوقود في ميناء الدار البيضاء، بعد أن رفضتها دولة الرأس الأخضر الإفريقية الصغيرة.

هذا التواطؤ الفاضح يكتسب بعداً أشد قبحاً وخيانة حين يصدر عن نظام يدّعي ملكه رئاسة لجنة القدس، تلك اللجنة التي أُنشئت لحماية المدينة المقدسة والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. فأي رئاسة هذه التي تسهّل وصول أدوات القتل والإبادة إلى جلاديهم؟ وأي أمانة يحملها من يفتح موانئه لسفن تحمل الموت للمستضعفين؟

التناقض الفاضح: من لجنة القدس إلى شريك في الإبادة

المغرب ليس دولة عادية في علاقتها بالقضية الفلسطينية. إنه بلد عربي مسلم، شعبه من أكثر الشعوب العربية التزاماً بالقضية الفلسطينية وغضباً على ما يجري في غزة. بلد يُفترض أن يكون في طليعة الدفاع عن القدس والأقصى، لا في طليعة قائمة المتواطئين مع المحتل.

المخزن شريك في الإبادة: رئيس لجنة القدس يستقبل سفن الموت المتجهة لإبادة الفلسطينيين

بينما رفضت دولة إفريقية صغيرة كالرأس الأخضر استقبال سفينة الموت هذه احتراماً للقانون الدولي والضمير الإنساني، يسارع المخزن المغربي لفتح موانئه وتقديم الخدمات لها، في صفعة مدوية للشعب المغربي الذي يملأ الشوارع تضامناً مع غزة، ولكل من يظن أن للمخزن موقفاً أخلاقياً واحداً تجاه القضية المركزية للأمة.

سلسلة من الخيانات المتواصلة

هذه الواقعة ليست معزولة، بل هي حلقة جديدة في سلسلة طويلة من التطبيع والتواطؤ مع الكيان الصهيوني:

التطبيع العسكري والأمني: فتح المجال الجوي والبحري للكيان الصهيوني، وإقامة علاقات عسكرية وأمنية وثيقة معه، بينما يُقتل الفلسطينيون بالأسلحة نفسها التي تمر عبر الأجواء والموانئ المغربية.

التطبيع الاقتصادي: عقد صفقات تجارية ضخمة مع الكيان المحتل، وتبادل تجاري متنامٍ يدعم اقتصاد الاحتلال ويمول آلة القتل، بينما يُحاصر الفلسطينيون ويُجوّعون.

استغلال القضية: استخدام القضية الفلسطينية شعاراً للاستهلاك الداخلي، بينما تسير العلاقات مع الكيان على قدم وساق في الخفاء والعلن.

انتهاكات قانونية وأخلاقية جسيمة

استقبال هذه السفينة يشكل انتهاكاً صارخاً لالتزامات المغرب الدولية والدينية:

مخالفة قرارات محكمة العدل الدولية: التي دعت صراحة إلى منع تزويد الكيان الصهيوني بأي أسلحة أو مواد قد تستخدم في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.

خرق البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية: الذي أصدره قادة العرب والمسلمين ودعا فيه إلى تعليق أي تزويد بالأسلحة أو تسهيل عبورها. فأين المغرب من هذا القرار الذي وقّع عليه؟

خيانة الأمانة الدينية والتاريخية: رئاسة لجنة القدس ليست منصباً شرفياً أو بروتوكولياً، بل هي أمانة ومسؤولية تقتضي الدفاع الفعلي عن المدينة المقدسة وأهلها، لا التواطؤ مع من يدنسها ويقتل أهلها.

موقف حركة المقاطعة ومطالب الشعب المغربي

حمّلت حركة “بي دي أس” السلطات المغربية المسؤولية الكاملة عن هذه المشاركة في جريمة الإبادة، ودعت إلى:

مقاومة شعبية في الموانئ: دعوة عمال الموانئ إلى رفض خدمة أي سفينة تحمل أسلحة أو ذخائر للكيان الصهيوني، فامتناعهم ليس فقط حقاً بل واجب أخلاقي وقانوني، وموقف يعكس إرادة الشعب المغربي الحقيقية المناهضة للتطبيع.

فرض حظر عسكري شامل: على غرار ما فعلته إسبانيا، يجب منع استخدام الأجواء والموانئ المغربية في نقل أي مواد عسكرية للكيان المحتل.

تصعيد الضغط الشعبي: دعوة جميع القوى الحية والشعب المغربي لتكثيف الضغط على النظام لوقف هذا التواطؤ المخزي، ومحاسبة المسؤولين عن كل قرار يدعم آلة الإبادة.

مساءلة دولية: مطالبة المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية بفتح تحقيقات في تورط السلطات المغربية في تسهيل جرائم الحرب.

الشعب المغربي بريء من خيانة المخزن

يجب التأكيد على أن الشعب المغربي بريء من هذا التواطؤ. فالشوارع المغربية شهدت أكبر المظاهرات المناصرة لفلسطين، والشعب المغربي يرفض بإجماع ساحق التطبيع والخيانة، ويعتبر القضية الفلسطينية قضيته المركزية.

هذا التواطؤ هو قرار سلطة منفصلة عن شعبها، سلطة تتاجر بالقضايا المقدسة، وتخون الأمانة التي ادعت حملها. سلطة لا تمثل إرادة شعب حر يرفض أن تتحول موانئه إلى معابر لقذائف الموت.

خيانة تحت غطاء الشرعية

استقبال السفينة “ماريان دانسيا” في ميناء الدار البيضاء ليس مجرد موقف سياسي خاطئ أو خطأ دبلوماسي، بل هو جريمة أخلاقية وقانونية، وخيانة صريحة لأمانة القدس والقضية الفلسطينية.

كيف يجتمع في يد واحدة رئاسة لجنة القدس وفتح الموانئ لسفن تحمل أدوات إبادة أهل القدس؟ هذا هو التناقض الصارخ الذي يفضح حقيقة نظام يتاجر بالقضايا المقدسة ويخون الشعوب باسم “المصالح العليا” و”الواقعية السياسية”.

التاريخ لن يرحم هذه الخيانة، والشعوب لن تنسى من فتح موانئه لقذائف الموت بينما كان يُفترض به أن يكون درعاً للمستضعفين لا شريكاً في إبادتهم.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا