أكدت دراسات حديثة صادرة عن كلية الطب بجامعة هارفارد “Harvard Medical School” أن النشاط الأفضل للحفاظ على لياقة الجسم والمرونة بعد سن الستين ليس المشي ولا الجري كما يعتقد كثيرون، بل ممارسة الرياضات القتالية اللطيفة مثل التاي تشي والأيكيدو ووينغ تشون. هذه الأنشطة، بحسب الخبراء، تمنح الجسم توازنا ذهنيا وبدنيا عميقا دون أي ضغط أو خطر على المفاصل.
وتشير أبحاث الدكتور بيتر إم. واين من كلية الطب بجامعة هارفارد إلى أن التمارين البطيئة والمنسقة للحركات في التاي تشي تساعد على تعزيز التوازن والوعي الجسدي بنسبة تصل إلى 45% في تقليل خطر السقوط لدى كبار السن. فالتمارين تدمج التنفس العميق مع التركيز الذهني، ما يحسن الدورة الدموية ويقلل التوتر ويقوي المفاصل.
وتمنح هذه الرياضة الجسد ليونة والعقل هدوءا، فالممارسون يشعرون بتحسن واضح في الثبات الحركي والثقة بالنفس مع مرور الوقت. وتتميز هذه الفنون القتالية بأنها خالية من الصدمات، تعتمد على الحركات الدائرية السلسة واستخدام طاقة الخصم بدلا من القوة العضلية، ما يجعلها مثالية لمن تجاوزوا الستين.
في السياق، يضيف الباحثون أن الأيكيدو يساعد على الحفاظ على المرونة وتخفيف التوتر العصبي، فيما يعمل الوينغ تشون على تقوية ردود الفعل وتنمية التوازن الداخلي بفضل حركاته القصيرة الدقيقة. ولا تتطلب هذه الممارسات جهدا عاليا لكنها تطور التنسيق بين الذهن والجسد بشكل مستمر، فتقل حالات السقوط وتتحسن وضعية الجسم والمشي.
غير أن هارفارد لم تلغ أهمية المشي السريع وتمارين المقاومة الخفيفة، لكنها تؤكد أن الجمع بين هذه الأنشطة والرياضات القتالية اللطيفة يشكل ما تسميه “الثلاثي الذهبي” للحفاظ على الشباب بعد الستين. فالمشي يحافظ على صحة القلب ويقلل التوتر، وتمارين المقاومة تبني العضلات والعظام، بينما تمنح الفنون اللطيفة التوازن والطمأنينة.
وتوصي الدراسة باعتماد روتين أسبوعي بسيط يدمج هذه الأنشطة تدريجيا، لأن الاستمرارية أهم من الشدة، ومع الممارسة المنتظمة، يستعيد الجسم استقراره الطبيعي وتتحسن الثقة بالنفس ويصبح التقدم في العمر أكثر راحة وسلاسة.
@ آلاء عمري