كشف باحثون أمريكيون عن اختراق علمي قد يغير مستقبل علاج أحد أكثر أنواع سرطان الثدي فتكًا، وهو السرطان الثلاثي السلبية الذي يصيب نحو 15 في المائة من النساء المصابات بالمرض.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة Cancer Discovery، مؤكدة إمكانية كبح انتشار هذا النوع الخطير عبر استهداف إنزيم محدد مسؤول عن فوضى الخلايا السرطانية.
وأوضح فريق البحث من معهد “وايل كورنيل ميديسين” ومركز “ميموريال سلون كيتيرينغ” في نيويورك، أن السرطان الثلاثي السلبية يتميز بقدرته الكبيرة على تكوين نقائل في وقت مبكر، مما يجعله من أصعب السرطانات علاجًا.
وبيّن أن هذا النوع لا يستجيب للعلاجات الهرمونية أو الموجهة بسبب غياب ثلاثة مستقبلات أساسية، مما يدفعه إلى الانتشار بسرعة داخل الجسم.
وفسر من جهتهم العلماء أن الخطر يكمن في اضطراب عملية انقسام الخلايا. وأثبتوا أن إنزيمًا يسمى EZH2 يلعب دورًا مركزيًا في هذه الفوضى، إذ يؤدي نشاطه المفرط إلى تعطيل جين مهم يسمى Tankyrase 1، وهو المسؤول عن التوازن خلال انقسام الكروموسومات.
وعندما يتوقف هذا الجين عن العمل، تتكاثر الأخطاء الوراثية وتتشكل خلايا قادرة على الهروب من الورم الأم وتكوين أورام جديدة.
واختبر الباحثون دواء معروفًا باسم تازيميتوستات، تمت الموافقة عليه سابقًا لعلاج بعض أنواع اللمفومات. وأثبتت التجارب أن الدواء يثبط نشاط الإنزيم المسبب للفوضى ويعيد النظام إلى دورة انقسام الخلية.
وأظهرت النتائج على فئران التجارب انخفاضًا بنسبة 65 في المائة في عدد النقائل الرئوية مقارنة بالفئران غير المعالجة.
من جهتها، أكدت الدكتورة ماجدلينا بلاسيلوفا، المشاركة في الدراسة، أن الهدف من العلاج الجديد ليس تدمير الخلايا السرطانية، بل إعادة ضبطها لتفقد قدرتها على الانتشار، وهو ما يمثل تحولًا جذريًا في طريقة التعامل مع السرطان.
وأضافت أن التركيز على منع الخلايا من التحول إلى خلايا متنقلة قد يقلل معدلات الوفاة ويحسن فرص البقاء.
وأشار الباحث الرئيسي الدكتور فيفيك ميتال إلى أن هذه النتائج قد تمتد فائدتها إلى أنواع أخرى من السرطان التي تشترك في السمة ذاتها، وهي عدم استقرار الكروموسومات، مثل سرطان الرئة والمبيض والبنكرياس.
ودعا إلى إعادة تعريف معايير نجاح العلاجات بحيث لا تقتصر على تقليص حجم الورم بل تشمل أيضًا منع انتشاره.