في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تسعى الجزائر للعب الأدوار الأولى في رسم مستقبل الطاقة، من خلال انتقال طاقوي مستدام، يرتكز على تطوير الطاقات المتجددة منها الهيدروجين الأخضر، لكن دون التخلي عن الغاز الطبيعي الذي يعتبر أنظف الطاقات الأحفورية.
واحتضنت الجزائر الطبعة الـ13 لمعرض و مؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين (NAPEC)، الذي ينعقد من 6 إلى 8 أكتوبر في ولاية وهران، بمشاركة 500 عارض يمثلون 60 دولة من شركات نفط وطنية ودولية.
وأوضح وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم، محمد عرقاب، الإثنين، أن الجزائر تنتهج سياسة طاقوية لا تقوم على التخلي عن الموارد الأحفورية مثل الغاز، باعتباره أنظف مصدر طاقوي مقارنة بغيره، وهي تواصل العمل على تثمين واستغلال جميع مواردها من المحروقات بطريقة مسؤولة ومستدامة.
وأضاف عرقاب، أن سياسة الجزائر الطاقوية الجديدة تهدف إلى تحقيق توازن بين تطوير موارد المحروقات وتثمين الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، مع الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة، مؤكدًا على أن الجزائر منفتحة على جميع الشراكات المتبادلة المنفعة التي تقوم على الثقة والتكامل ونقل التكنولوجيا.
كما أعلن الوزير، أنه وخلال الفترة الممتدة بين 2025 و2029، تخطط الجزائر لتنفيذ مشاريع استراتيجية تتجاوز قيمتها 60 مليار دولار، تُخصص 80 في المائة منها لنشاط المنبع، و20 في المائة لمشاريع التكرير والبتروكيمياء.
من جانب آخر، أبرز الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، خلال كلمة له، أن الشراكة وسيلة لا غنى عنها لتكامل الجهود وتبادل الخبرات، وأردفها بالاستثمار بوصفه ”رافعة لدفع المشاريع وتجسيد الطموحات”، ثم الابتكار ”كقوة محركة للتجديد والتطور”، وأخيرًا التكنولوجيا التي يراها ”كأداة لتسريع وتيرة التحول وضمان النجاعة والفعالية”.
وشدد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، على هذه النقطة الأخيرة، إذ أبرز دور التكنولوجيات الحديثة، كالرقمنة والذكاء الاصطناعي، في توفير طاقة متاحة، ونظيفة وآمنة ومستدامة، خاصة مع تقنيات التقاط ثاني أوكسيد الكربون وتخزينه واستعماله وتقليص انبعاثات الميثان، التي تسهم كلها في ”تخفيض ملموس للبصمة الكربونية، في ظل ضمان استمرارية الموارد الطاقية التقليدية”.
واعتبر المتحدث ذاته، أن الغاز الطبيعي أكثر الطاقات الأحفورية نظافة وأقلها تلويثًا مقارنة بالفحم أو النفط، و”كطاقة انتقالية أساسية، توفر مرونة عالية وتدعم بشكل فعال إدماج الطاقات المتجددة في الشبكات الطاقية”.
كما تطرق رشيد حشيشي، إلى الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية كمصادر فعالة لضمان الانتقال الطاقي، تستجيب للاحتياجات الاقتصادية وتلبي متطلبات حماية البيئة.
وشدد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية التي تمثل خيارًا استراتيجيًا لتعزيز التنمية المستدامة في بلدان القارة، إلى جانب توطيد العلاقات التاريخية المترابطة بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط مصنفًا إياها بمثابة الشراكة الاستراتيجية.
وتندرج مشاركة سوناطراك في معرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين، في صلب التزامها بلعب الأدوار الأولى في رسم مستقبل الطاقة ودعما لموقعها كشريك لكبرى المؤسسات العالمية، إضافة إلى كونها ممونًا فعالًا وموثوقًا في السوق العالمية للغاز.