نحو تعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين الكوري والجزائري

كشف سفير جمهورية كوريا الجنوبية بالجزائر، يو كي جون، عن تولي بلاده رئاسة مجموعة ميكتا (MIKTA) لعام 2025، والتزام السفارة بمواصلة تعزيز التبادل الثقافي وتوطيد أواصر التفاهم والتعاون بين الشعبين الكوري والجزائري.

وأعرب السفير الكوري في كلمته الافتتاحية خلال العرض الخامس للفيلم الكوري ضمن فعاليات مهرجان ميكتا السينمائي و”أسبوع كوريا” العاشر، الذي احتضنته قاعة السينما تي. أم. في “غاردن سيتي” بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون الجزائرية عن سعادته بهذه المناسبة المميزة، مشيرا إلى أن الثقافة الكورية، من خلال السينما والدراما والطبخ وموسيقى الكي بوب، تستقطب اهتماما واسعا من الجماهير حول العالم.

وشهد الحضور عرض الفيلم الكوري “قصيدة غنائية لأبي” (Ode to My Father) الصادر عام 2014، والذي يروي دراما مؤثرة عن حياة “دوك سو”، الرجل البسيط الذي تجسد حياته تضحيات وصمود جيل كامل من الكوريين عبر عقود من التحديات.

ويتناول الفيلم قصصا ملحمية تبدأ بإجلاء هونغنام في أثناء الحرب الكورية، مرورا بإعادة بناء الاقتصاد الكوري، وصولا إلى العمل في الخارج في كل من ألمانيا وفيتنام.

ويجسد العمل الأمل والإصرار على التغلب على المصاعب وبناء مستقبل أكثر إشراقا، حاملا رسالة إنسانية ثرية تدور حول قيم الأسرة والتضحيات والازدهار الوطني.

وأشار السفير يو كي جون إلى أن السينما الكورية حظيت بتقدير دولي كبير، يتجلى في النجاح الباهر الذي حققه فيلم “طفيلي” (Parasite) للمخرج “بونغ جون هو” في مهرجان “كان” السينمائي، فضلا عن فوزه بعدة جوائز في حفل الأوسكار.

عقب انتهاء العرض، شهدت القاعة جلسة نقاش ثرية شارك فيها سيناريست وصحفي محلل، حيث تناول المشاركون أبعاد العمل الفني وقيمته الإنسانية والتاريخية، وتفاعلوا مع الحضور حول الرسائل العميقة التي حملها الفيلم عن التضحية والصمود والأمل.

واستشهد السفير الكوري في ختام كلمته بمقولة للمخرج الأمريكي ريتش مور: “الفيلم الجيد يجعل الجمهور يشعر وكأنه قد سافر مع الشخصيات”، مؤكدا أن فيلم “قصيدة غنائية لأبي” يجسد هذه التجربة بامتياز، فهو يدعو المشاهدين للسير جنباً إلى جنب مع “دوك سو” في صراعاته وتضحياته وانتصاراته التي تعكس رحلة جيل بأكمله.

مجموعة ميكتا.. منصة للحوار العالمي

تأسست مجموعة ميكتا في عام 2013 بالتزامن مع انعقاد الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتضم خمس دول متنوعة هي: المكسيك، إندونيسيا، كوريا، تركيا وأستراليا. وقد أصبحت المجموعة منذ ذلك الحين منصة قيّمة للحوار والتعاون بشأن القضايا الملحة ومتعددة الأوجه التي تواجه المجتمع العالمي.

وتواصل فعاليات مهرجان ميكتا السينمائي و”أسبوع كوريا” العاشر تقديم عروضها الفنية والثقافية، في إطار تعزيز الجسور الثقافية بين الشعوب وترسيخ قيم التفاهم والتعاون الدولي.