آخر الأخبار

قراءة في رسالة نائب وزير الخارجية الأمريكي: اعتراف بدور الجزائر وقدرتها على التأثير

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

قراءة في رسالة نائب وزير الخارجية الأمريكي: اعتراف بدور الجزائر وقدرتها على التأثير

الجزائرالٱن _ في تطور لافت يعكس تحولًا في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الجزائر، وجّه نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لاندو، رسالة مصوّرة إلى “الشعب الجزائري العظيم”، نُشرت عبر حسابات سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، أكد فيها تطلع بلاده إلى توسيع وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، مشيدًا بوجود “فرص هائلة” يمكن استغلالها بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.

هذه الرسالة، التي حملت نبرة ودية وحماسية واضحة، لم تمر دون أن يلتقطها المحللون والمختصون في العلاقات الدولية، الذين رأوا فيها مؤشرات على تحول استراتيجي أمريكي نحو الجزائر.

البروفيسور شقرون: “رسالة تكشف عن اهتمام أمريكي متزايد”

في تحليله لهذه الرسالة، أكد البروفيسور الجيلالي شقرون ، المتخصص في تاريخ العلاقات الدولية والديبلوماسية، في حديث للصحيفة الإلكترونية “ الجزائر الآن “، أن وصف نائب وزير الخارجية الأمريكية للشعب الجزائري بأنه “عظيم” ليس مجرد مجاملة ديبلوماسية، بل اعتراف بواقع تاريخي ودور محوري للجزائر على الساحة الدولية.

مصدر الصورة

وقال البروفيسور شقرون: “الشعب الجزائري عظيم بما قدمه خلال الحقب التاريخية المختلفة بمواجهته لكل أشكال الاستعمار القديم والحديث خاصة الفرنسي، والحقيقة أن هذا الوصف للشعب الجزائري يريد من ورائه تثبيت العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية”.

تحول في السياسة الخارجية الأمريكية

أشار الأكاديمي الجزائري إلى أن هذا الاهتمام الأمريكي المتزايد بالجزائر يمثل تحولًا واضحًا، موضحًا: “على مر العقود لا نجد اهتمامًا كبيرًا بالجزائر في السياسة الخارجية الأمريكية، وهذا على عكس الأمور الاقتصادية، فالشركات الأمريكية موجودة في الجزائر قبل الاستقلال منها شركة ألباسو، وهناك شركات أخرى بترولية تنشط بقوة في الجزائر”.

لكن ما الذي تغير؟ وفقًا للبروفيسور شقرون، فإن مواقف الجزائر الدولية وسياستها الخارجية المتينة، التي مكنتها من نيل رضا العالم وكسب صداقته وثقة المجتمع الدولي، هي ما دفع الولايات المتحدة للاهتمام بالجزائر بشكل جدي والسعي لبناء شراكة واسعة معها، خاصة الشراكة الاقتصادية.

الموقع الاستراتيجي والثروات الطبيعية

يرى البروفيسور شقرون أن الجزائر تشارك في المجال الاستراتيجي باعتبارها غنية بثرواتها من الناحية المصلحية، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي كبوابة لإفريقيا واتصالها المباشر بالدول الإفريقية.

وأوضح: “الولايات المتحدة الأمريكية تريد اختراق القارة ومنافسة الصين التي تمكنت من أن تكسب صداقة إفريقيا من خلال مشاريعها الاقتصادية الكبيرة، ولذلك نجد أن الولايات المتحدة تريد أن تتقرب من الجزائر باعتبارها دولة عظيمة”.

الجزائر دولة محورية في محاربة الإرهاب

أكد المتخصص في تاريخ العلاقات الدولية في حديثه لـ”الجزائر الآن” على أن الجزائر أثبتت أنها دولة محورية خلال فترة الإرهاب، موضحًا: “في فترة الإرهاب أكدت الجزائر أنها دولة محورية، وذلك لتمكنها من محاربة الإرهاب والقضاء على هذه الظاهرة التي نخرت جسم العالم بأكمله، إلا أن الجزائر تمكنت من دحره”.

وأضاف: “لهذا فالولايات المتحدة عندما تتحدث عن محاربة هذه الظاهرة تتحدث عن الجزائر بإيجابية كبيرة”.

القدرة على التأثير في القضايا الدولية

استعرض البروفيسور شقرون مجموعة من الأمثلة التاريخية التي تبرز قدرة الجزائر على التأثير في القضايا الدولية ومعالجتها، قائلًا: “في سنة 1979، الأمريكيون الذين تم احتجازهم في السفارة الأمريكية بطهران، حاولت العديد من الدول التدخل لتحريرهم، ولكن الجزائر فقط من تمكنت من ذلك، وهذا يُحسب لها”.

وأضاف: “أصبح للجزائر صوت مسموع في الأمم المتحدة وخاصة في مجلس الأمن من خلال مرافعاتها القوية في القضايا الإقليمية والإفريقية وحتى الدولية”

وأضاف: “لا أحد بإمكانه تجاهل مرافعات الجزائر دفاعا عن القضية الفلسطينية وعن ليبيا والسودان والصحراء الغربية”

وأشار إلى موقف الجزائر الأخير بعد العدوان الصهيوني الغاشم على الدوحة بقوله: “لقد تحدثت الجزائر بصوت عال وواضح وصريح دفاعا عن قطر بعد الهجمة الهمجية التي تعرضت لها من طرف الجيش الصهيوني وهذا أكسبها ثقة الجميع بما فيها الولايات المتحدة”.

جزائر واعدة اقتصاديًا وبحثيًا

أكد الأكاديمي الجزائري في نهاية تصريحاته لصحيفة “الجزائر الآن” الإلكترونية، أن “الجزائر دولة واعدة اقتصاديًا وبحثيًا وعلميًا ولهذا أمريكا تتقرب من الجزائر، بدليل الزيارات المتتالية للعديد من المسؤولين الأمريكيين”.

وأشار إلى أن كريستوفر لاندو أعلن في رسالته أنه سيزور الجزائر قريبا، مؤكدًا أن “العلاقات بين البلدين في تطور لافت”

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا