آخر الأخبار

213 ألف حالة عضة حيوانية و9 وفيات بداء الكلب في الجزائر خلال 2024

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

213 ألف حالة عضة حيوانية و9 وفيات بداء الكلب في الجزائر خلال 2024

الجزائرالٱن _ كشفت سامية حمادي، مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة بوزارة الصحة، عن أرقام صادمة حول تطور حالات العضات الحيوانية المشتبه في إصابتها بداء الكلب. خلال استضافتها في برنامج “ضيف اليوم” بالقناة الإذاعية الثالثة، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب، أعلنت عن تسجيل أكثر من 213 ألف حالة عضة خلال 2024، مقابل 182 ألف حالة في العام السابق، أي بزيادة مقلقة تقدر بـ17%.

الأخطر من ذلك هو تسجيل 9 حالات وفاة خلال العام الجاري، في مرض تصفه حمادي بأنه “مميت بنسبة 100% إذا لم يتم التدخل العلاجي في الوقت المناسب”.

الكلاب الضالة العدو الأول في الشوارع الجزائرية

تُرجع المسؤولة هذا التفاقم الخطير إلى الانتشار الواسع للكلاب الضالة عبر المدن والقرى الجزائرية، باعتبار الكلب الناقل الأساسي لهذا المرض الفيروسي المعدي. لكن التهديد لا يقتصر على الكلاب فحسب، إذ تشير الإحصائيات إلى أن القطط تساهم في نقل العدوى بنسبة تتراوح بين 44 و55%.

213 ألف حالة عضة حيوانية و9 وفيات بداء الكلب في الجزائر خلال 2024

هذا الواقع المرير يعكس فشلاً في إدارة مشكلة الحيوانات الضالة وضعف التنسيق بين القطاعات المعنية، حسب ما أقرت به حمادي نفسها قائلة: “هناك خلل في التنسيق بين القطاعات، ونحن بحاجة إلى ذلك”.

الأطفال في خط الخطر الأول

تُظهر الإحصائيات الرسمية أن الأطفال دون 15 سنة يشكلون 44% من إجمالي حالات العضات، مما يضعهم في مقدمة الفئات الأكثر تعرضاً للخطر. تُعزي المسؤولة هذا الارتفاع إلى عدم إدراك الأطفال لخطورة التعامل مع الحيوانات الضالة، مما يجعل “الفئات الهشة تدفع الثمن الأكبر لمرض يمكن الوقاية منه بإجراءات بسيطة وفعالة”.

15 دقيقة قد تنقذ حياة

في مواجهة هذا التهديد، تُؤكد حمادي على ضرورة اتباع بروتوكول طوارئ صارم عند التعرض لأي عضة أو خدش حيواني. يتضمن هذا البروتوكول غسل مكان الإصابة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة كاملة، ثم التوجه فوراً إلى أقرب مركز طبي لتحديد البروتوكول العلاجي المناسب.

العلاج يتطلب برنامج تلقيح مكثف يشمل 5 جرعات مع متابعة طبية دقيقة، مما يستوجب الالتزام التام من المريض وأهله لضمان فعالية العلاج.

رؤية شاملة لمكافحة المرض

رغم التحديات الجسيمة، تطمح الجزائر للقضاء نهائياً على داء الكلب بحلول 2030، في إطار استراتيجية وطنية طموحة وُضعت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض الحيوانية.

تقوم هذه الخطة على مقاربة “الصحة الواحدة” (One Health) التي تربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، وتتضمن محاور متعددة: تلقيح الحيوانات، التوعية المجتمعية، تكوين المهنيين الصحيين، وتحسين أنظمة التشخيص.

الحوكمة والتنسيق بين مختلف القطاعات

تُشدد حمادي على أن نجاح هذه الاستراتيجية يتوقف بشكل كبير على تحسين الحوكمة والتنسيق بين مختلف القطاعات. فالمعركة ضد داء الكلب تتطلب تضافر جهود وزارات الصحة والداخلية والفلاحة، إلى جانب المجتمع المدني ووسائل الإعلام.

تحت شعار “معاً من أجل القضاء على داء الكلب”، تدعو الجزائر إلى عمل جماعي يشمل تحسين النظافة العمومية، خاصة من خلال احترام مواقيت رمي النفايات لتجنب جذب الكلاب الضالة للبحث عن الطعام.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا