تفاصيل خطة ترامب لإنهاء حرب غزة
الجزائرالٱن _ كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن تفاصيل المقترح الأمريكي الجديد لإنهاء الحرب في غزة، والذي يمثل تطوراً مهماً في موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من القضية الفلسطينية. تتكون هذه الخطة من 21 نقطة تم تداولها مع عدد من الدول العربية والإسلامية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
التحول في الموقف الأمريكي
يشكل هذا المقترح تحولاً جذرياً في موقف إدارة ترامب، حيث ينص صراحة على تشجيع الفلسطينيين على البقاء في قطاع غزة، وهو ما يتناقض مع تصريحات ترامب السابقة في فيفري الماضي التي أشار فيها إلى إمكانية نقل جميع سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة بشكل دائم. كما تنص الخطة على إنشاء مسار لدولة فلسطينية مستقبلية.
وقف القتال وتبادل الأسرى
تنص الخطة على الإنهاء الفوري للحرب عند موافقة الطرفين، مع انسحاب تدريجي للقوات الصهيونية من القطاع. وخلال 48 ساعة من القبول الصهيوني العلني للاتفاق، ستتم إعادة جميع الرهائن الأحياء والأموات، مقابل إفراج تل أبيب عن مئات السجناء الأمنيين الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد، وأكثر من 1000 غزاوي اعتُقلوا منذ بداية الحرب.
إبعاد حماس عن السلطة
تؤكد الخطة على عدم وجود أي دور لحركة “حماس” في حكم غزة مستقبلاً، مع تدمير جميع البنية التحتية العسكرية الهجومية بما في ذلك الأنفاق. وتمنح الخطة عفواً لأعضاء الحركة الملتزمين بالتعايش السلمي، بينما توفر ممراً آمناً للراغبين في مغادرة القطاع إلى دول مستقبلة.
الحكم الانتقالي وإعادة الإعمار
ستُدار غزة من قِبل حكومة انتقالية مؤقتة من التكنوقراط الفلسطينيين تحت إشراف هيئة دولية جديدة تُنشئها الولايات المتحدة بالتشاور مع شركاء عرب وأوروبيين. كما ستُنشأ قوة استقرار دولية مؤقتة للإشراف على الأمن، وتدريب قوة شرطة فلسطينية محلية.
المساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية
تضمن الخطة تدفق المساعدات بمعدلات لا تقل عن 600 شاحنة يومياً، مع إعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية. وستوضع خطة اقتصادية شاملة لإعادة إعمار غزة تتضمن إنشاء منطقة اقتصادية مع تخفيض التعريفات الجمركية، وجذب الاستثمارات وخلق فرص العمل.
مسار الدولة الفلسطينية
تنص النقطة العشرون من الخطة على أنه “عندما تُحرز إعادة تنمية غزة تقدماً ويُنفَّذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية، قد تتهيأ الظروف لمسارٍ موثوقٍ نحو الدولة الفلسطينية”. ومع ذلك، لا تقدم الخطة تفاصيل محددة بشأن برنامج الإصلاح أو جدولاً زمنياً واضحاً لهذا المسار.
الحوار السياسي
تلتزم الولايات المتحدة بإقامة حوار بين الحكومة الصهيونية والفلسطينيين للاتفاق على “أفق سياسي” للتعايش السلمي، مما يشير إلى رؤية طويلة المدى لحل الصراع.
الضمانات الأمنية والدولية
تؤكد الخطة على دور الشركاء الإقليميين في تقديم ضمانات أمنية لضمان التزام الفصائل الفلسطينية بالاتفاق. كما تتضمن اعترافاً صريحاً بدور قطر كوسيط في الصراع، مع التزام تل أبيب بعدم شن هجمات مستقبلية على الدوحة.
برامج نزع التطرف
تشمل الخطة عمليات لنزع التطرف من السكان، بما في ذلك حوار بين الأديان يهدف إلى تغيير العقليات والروايات في كل من الأراضي المحتلة وغزة.
ضمان عدم النزوح القسري
تؤكد الخطة بوضوح على أنه “لن يُجبر أحد على مغادرة غزة”، وأن من يختار المغادرة سيكون له الحق في العودة. كما تنص على تشجيع سكان غزة على البقاء وبناء مستقبل أفضل في القطاع.
آلية التنفيذ التدريجي
في حال رفض أو تأجيل “حماس” للمقترح، تنص الخطة على تطبيق بنودها في المناطق الخالية من القتال، والتي سيسلمها الجيش الصهيوني تدريجياً إلى قوة الاستقرار الدولية.
نجاح الخطة مرهون بموافقة كل الأطراف
تمثل هذه الخطة محاولة شاملة لإنهاء الصراع في غزة من خلال نهج متعدد المراحل يجمع بين الحلول الفورية والرؤية طويلة المدى. وبينما تتضمن عناصر إيجابية كضمان بقاء الفلسطينيين في أراضيهم وفتح مسار نحو الدولة، فإن نجاحها يعتمد على قبول جميع الأطراف والتزامهم بتنفيذ بنودها بحسن نية، إضافة إلى الدعم الدولي والإقليمي المستمر لعملية التنفيذ.