آخر الأخبار

الحرة: واشنطن في عهد ترامب أدركت أهمية الجزائر كقوة إقليمية يصعب تجاوزها فاختارت الاستثمار في التعاون بدلًا من مواجهة مواقفها الثابتة

شارك
بواسطة محمد قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد قادري

الجزائر الآن _ أكد موقع الحرة الأمريكي أنّ العلاقات الجزائرية ـ الأمريكية تسير نحو شراكة استراتيجية متنامية، رغم اصطدامها بعقبتين كبيرتين هما موقف الجزائر الرافض للتطبيع مع اسرائيل، ودعمها المبدئي لحق تقرير المصير في الصحراء الغربية.

واعتبر التقرير أن واشنطن، خصوصًا في عهد الرئيس دونالد ترامب، أدركت أهمية الجزائر كقوة إقليمية يصعب تجاوزها، فاختارت الاستثمار في التعاون بدلًا من مجابهة هذه المواقف الثابتة.


* الأمن في قلب التعاون

أشار الموقع الأمريكي الناطق بالعربية، إلى أن الشراكة الأمنية كانت من أبرز محركات التقارب بين البلدين، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر.

فقد تحولت الجزائر إلى شريك محوري للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتنسيق الميداني، والتدريب، وتدمير معاقل الجماعات المسلحة. وهو ما أكده تقرير الخارجية الأمريكية لعام 2023، كما أبرز الموقع الدور الجزائري في إحباط مخططات إرهابية، ما جعل واشنطن ترى فيها قوة لا يمكن الاستغناء عنها في استقرار شمال إفريقيا والساحل.


* الجزائر لاعب لا غنى عنه في الطاقة والاقتصاد

في الجانب الاقتصادي، أوضح موقع الحرة أن الجزائر باتت تحتل موقعًا محوريًا في سوق الطاقة العالمي، إذ تصنف بين أكبر منتجي الغاز الطبيعي وتملك ثاني أكبر احتياطي في إفريقيا.

ومع أزمة الطاقة الأوروبية بعد الحرب في أوكرانيا، ازدادت قيمتها كمصدر بديل للغاز الروسي.

وأبرز التقرير أن التعاون لا يقتصر على النفط والغاز، بل امتد إلى قطاعات جديدة مثل الطاقات المتجددة، الصناعات التحويلية، والدواء، ما يعكس تنوع الاقتصاد الجزائري وقدرته على استقطاب اهتمام واشنطن.


* التعليم والثقافة قوة ناعمة

ولم يغفل تقرير الحرة جانب القوة الناعمة في العلاقة الثنائية، حيث نمت برامج التبادل التعليمي والثقافي، التي جعلت الشعبين أقرب من أي وقت مضى.

واعتبرت الباحثة سارة يركيس، التي نقل عنها الموقع، أن هذا التفاعل الشعبي عزز دفء العلاقات، وخلق قاعدة صلبة تسمح بتطوير الشراكة بعيدًا عن الملفات الشائكة.


* التطبيع والصحراء الغربية… مواقف صلبة لم تغيّر المسار

ورغم تمسك الجزائر بموقفها الثابت الرافض للتطبيع مع اسرائيل، وعدم اعترافها بالكيان الصهيوني، إضافة إلى دعمها المستمر لجبهة البوليساريو، أشار تقرير الحرة إلى أن واشنطن لم تُبد انزعاجًا من هذه المواقف.بل فضّلت التركيز على مساحات التعاون الأمني والاقتصادي.

واعتبر الموقع أن الملفين يمثلان نقاط توتر، لكنهما لم يعرقلا مسار الشراكة المتصاعدة.


* سياسة التوازن: شريك لواشنطن ولبكين وموسكو

أبرز الموقع الأمريكي، أنّ الجزائر تنتهج سياسة خارجية متوازنة، إذ تحافظ على علاقاتها المتقدمة مع الولايات المتحدة، دون أن تتخلى عن شراكاتها الاستراتيجية مع روسيا والصين.

فزيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى موسكو وبكين عام 2023، وما رافقها من اتفاقيات عميقة، تعكس حرص الجزائر على تنويع شركائها، في إطار مبدأ عدم الانحياز الذي ميّز سياستها الخارجية منذ الاستقلال.


* خلاصة التقرير

خلص تقرير موقع الحرة إلى أن الجزائر استطاعت بحنكتها السياسية ومكانتها الاستراتيجية أن تفرض نفسها شريكًا موثوقًا للولايات المتحدة، دون أن تتنازل عن مبادئها في دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع، أو عن موقفها الثابت من قضية الصحراء الغربية. وهو ما جعل هذه العلاقة تسير بخطى بطيئة لكنها ثابتة، لتتحول إلى شراكة قائمة على المصالح المتبادلة والاعتراف بمكانة الجزائر كقوة إقليمية وازنة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا