كشف وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي عن خطة طموحة تهدف إلى القضاء على ظاهرة الاكتظاظ في المؤسسات التربوية، من خلال استغلال المنشآت المغلقة وإنشاء مرافق تعليمية جديدة تواكب المعايير الحديثة.
وأوضح الوزير في معرض رده على استفسار برلماني، أن خطة قطاع التربية يسعى بقوة لفتح مؤسسات متخصصة على غرار ثانويات الرياضيات التي انتشرت في عدة ولايات، مؤكداً أن هذه المبادرة تأتي استجابة للتوجيهات الرئاسية الرامية إلى تعزيز هذا التخصص الحيوي وإتاحة الفرصة أمام الطلاب المتميزين.
وشهد القطاع التربوي تطورا نوعيا ملحوظا من خلال استلام عدد كبير من المنشآت التعليمية الحديثة، حيث تم تدعيم الشبكة التربوية بـ600 قسم توسعة جديدة، إضافة إلى 196 متوسطة و70 ثانوية، جميعها مجهزة وفقاً لأحدث المعايير التربوية والتكنولوجية.
هذا التوسع الكبير يهدف بالدرجة الأولى إلى استيعاب أعداد أكبر من التلاميذ وتوفير بيئة تعليمية مريحة وعالية الجودة، خاصة في المناطق الحضرية الكبرى والمناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة التي تعاني من ضغط ديموغرافي متزايد على المرافق التعليمية.
وعلى صعيد تكوين المعلمين والأطر التربوية، أعلن الوزير أن شبكة المعاهد الوطنية لتكوين موظفي التربية تضم حالياً 17 معهداً، مع التحضير لافتتاح 10 معاهد إضافية فور صدور المرسوم التنظيمي المتعلق بها، ليصل العدد الإجمالي إلى 27 معهداً موزعة على كامل التراب الوطني.
وفيما يخص التوزيع الجغرافي، أشار سعداوي إلى أن 8 معاهد من أصل 17 تتمركز في الغرب الجزائري بنسبة تغطية تبلغ 50%، مما أسهم بشكل فعال في تخفيف الضغط على المتدربين، مع التخطيط لإنشاء معهدين جديدين في تلمسان والنعامة لتعزيز التغطية في هذه المنطقة.
وأكد الوزير أن الدولة الجزائرية تواصل تخصيص مبالغ مالية ضخمة لبناء وتجهيز المؤسسات التربوية الحديثة، مع الحرص على أن تستجيب جميع هذه المنشآت للمعايير البيداغوجية والصحية المطلوبة، بهدف الارتقاء بالبنية التحتية للتعليم إلى مستويات عالمية.
هذه الاستثمارات الضخمة تعكس إرادة سياسية قوية لجعل التعليم أولوية وطنية، وضمان حصول جميع الأطفال الجزائريين على تعليم جيد في ظروف مناسبة تساعدهم على النجاح والتميز.