آخر الأخبار

"كافي دوبريزيل".. ميلك بار آخر من وهران للجزائر!!!...

شارك

اليوم الثالث عشر من أيلول سبتمبر من عام سبعة وخمسين تسعمائة وألف، لم يكن باليوم العادي في مدينة وهران، بل إنه يوم خالد من أيام الله الخالدة في تاريخ الثورة الجزائرية التحريرية المباركة، يوم ماجد ومجيد كتبه بدمه الغالي الطفل الفدائي الشهيد علي مقطيط في سجل الخلود والخالدين!.

لم يكن الطفل الشهيد علي مقطيط يتجاوز الخامسة عشرة من العمر عندما التحق بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري، إنه فتى وهراني أصيل صاحب شعر أشقر يتمكن به أن يضلل جنود جيش الاحتلال الفرنسي، فيمر بينهم وكأنه أحد أبناء الأوربيين من المعمرين وخاصة الفرنسيين المحتلين الغاصبين، لقد لفت انتباهه “كافي دو بريزيل” أو مقهى البرازيل في وسط مدينة وهران والتي كان يرتادها الفرنسيون وخاصة جنود الاحتلال عند المساء، ليشربوا ويرقصوا على أخبار الضحايا من الشهداء، لقد أمرت قيادة الثورة في المنطقة الطفل علي أن يضع قنبلة في “كافي دو بريزيل” أو مقهى البرازيل، فيتسلل إلى المقهى بكل سهولة ويضع القنبلة هناك لتنفجر وتسفر عن قتيل وأكثر من عشرة جرحى من الجنود المحتلين الذين كانوا يرقصون فأصبحوا يتراقصون وهم سكارى وما هم بسكارى لأن وقع الانفجار قد كان شديدا وأفاقهم من سكرتهم!!!…

يفر الطفل الفدائي هاربا ليتوارى عن الأعين في الظلام، لكن أعين الشرطة كانت تلاحقه لتطلق النار عليه وتصيبه بجرح كبير، فينقل إلى مستشفى المدينة ويوضع تحت الرقابة الأمنية وتقدم له الإسعافات ليس من أجل الشفاء، لكن من أجل الحصول على معلومات يقر بها بعد الاستنطاق والتعذيب لعل البوليس الفرنسي يصل بها إلى شبكة الفدائيين والمجاهدين في مخابئ مدينة وهران. ولكن الشهيد الطفل لم يمنحهم هذا الشرف، ويفضل أن يلتحق بالشهداء بعدما يفيق من الغيبوبة!!..

العملية الفدائية الاستشهادية التي نفذها الفدائي الشهيد الطفل علي مقطيط في “كافي دو بريزيل” أو مقهى البرازيل، تشبه عملية “الميلك بار” في شارع العربي بن مهيدي أو في ساحة الأمير عبد القادر في قلب الجزائر العاصمة والتي نفذتها الفدائية المجاهدة زهرة ظريف. إن “كافي دو بريزيل” هي “ميلك بار” آخر من وهران إلى الجزائر.

لقد نسي الكثير من الجزائريين بعد الاستقلال “كافي دو بريزيل” أو مقهى البرازيل بعدما أصبح المكان يعرف باسم دار الموسيقى “ديسكو مغرب” والذي ذاع صيته وأصبح يحمل شهرة عالمية لأنه كان يصدر أشرطة أغاني الراي في سنوات الثمانين والتسعين من القرن العشرين، وغداة الذكرى الستين للاستقلال من العام ألفين واثنين وعشرين عندما يزور الجزائر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يفضل أن يطير إلى مدينة وهران ويزور المكان ليس من أجل الفن والسياحة وليأخذ صورة تذكارية أمام دار الموسيقى ديسكو مغرب، ولكن يزور المكان لأسباب تاريخية ويأخذ هناك صورة تذكارية لأن المكان هو “كافي دو بريزيل” الذي سقط فيه قتلى وجرحى من عساكر الاحتلال الفرنسي فيريد بذلك أن يخلد ذكراهم اللعينة المشؤومة، وذلك ما يغيب عن ذاكرة الجزائريين بسبب النسيان أو التناسي!!!…

حسنا يفعل والي وهران سمير شيباني القادم من ولاية الولي الصالح سيدي بلعباس التي خرج منها الفن والراي، وعلى عكس ما تقول الأغنية الرايوية، فلقد راح يرفع الستار عن تمثال للشهيد علي مقطيط قبالة دار الموسيقى ديسكو مغرب أو “كافي دو برزييل” أو مقهى البرازيل، رحم الله الشهيد، والمجد كل المجد للشهداء في الخالدين!!!..

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا