انهيار تاريخي: 81% من الفرنسيين يرفضون ماكرون و62% يرفضون رئيس الوزراء الجديد
الجزائرالٱن _ تشهد فرنسا أزمة ثقة حادة في قيادتها السياسية، مما ينذر بمزيد من عدم الاستقرار في بلد يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية معقدة. أظهر استطلاعان للرأي نُشرا في 14 سبتمبر2025 مؤشرات خطيرة تؤكد تعمق الأزمة السياسية في فرنسا .
أزمة ثقة عميقة في الحكومة الجديدة
كشفت نتائج استطلاعي الرأي عن مأزق سياسي حقيقي في فرنسا، حيث رفضت الغالبية العظمى من الفرنسيين رئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو، مما يضع الحكومة الفرنسية في موقف بالغ الصعوبة منذ الأيام الأولى لتشكيلها.
وفقاً لاستطلاع Ipsos/BVA، تعاني الحكومة الفرنسية من أسوأ بداية سياسية مقارنة بسابقاتها، حيث حصل لوكورنو على 16% فقط من الآراء الإيجابية مقابل 40% من الآراء السلبية. هذه النتائج تضع الحكومة الجديدة في وضع أضعف من جميع الحكومات السابقة: فرانسوا بايرو (20%)، وغابرييل أتال (37%)، وميشيل بارنييه (34%)، وإليزابيث بورن (27%)
غياب الثقة يهدد الاستقرار المؤسسي
الأكثر إثارة للقلق هو أن 44% من الفرنسيين أعلنوا عدم معرفتهم بسيباستيان لوكورنو بما فيه الكفاية، وهو مؤشر على انقطاع خطير بين النخبة السياسية والشعب الفرنسي. هذا الغياب في التواصل السياسي يفاقم من أزمة الشرعية التي تعاني منها المؤسسات الفرنسية.
كما كشف الاستطلاع عن تشاؤم عميق إزاء قدرة الحكومة على إدارة البلاد، حيث يعتقد 60% من الفرنسيين أن لوكورنو سيفشل في التوصل إلى تسوية مع أحزاب المعارضة لإقرار ميزانية 2026، مما ينذر بأزمة مالية وإدارية وشيكة.
أرقام صادمة تؤكد حجم الأزمة
جاء استطلاع Ifop ليؤكد عمق الأزمة بأرقام أكثر تفصيلاً، حيث أظهر أن 62% من الفرنسيين غير راضين عن أداء رئيس الوزراء الجديد، مقابل 38% فقط من الراضين. هذه النسب تعكس حالة من السخط الشعبي العام تجاه الطبقة السياسية الحاكمة.
انهيار تاريخي في شعبية الرئيس ماكرون
تشهد فرنسا أزمة رئاسية حادة مع وصول شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون إلى أدنى مستوياتها التاريخية منذ توليه الرئاسة عام 2017. وفقاً لـ Ipsos/BVA، لم تتجاوز نسبة تأييد ماكرون 17%، مع انهيار حاد بلغ 18 نقطة مئوية بين ناخبيه، مما يعني فقدان الرئيس لأكثر من نصف قاعدته الانتخابية.
أما معهد Ifop فكشف عن أرقام أكثر إثارة للقلق، حيث قيّم عدد غير الراضين عن رئيس الدولة بنسبة 81% (+5 نقاط مئوية)، مقابل 19% فقط من الراضين. هذه النتائج تضع ماكرون في موقع سياسي بالغ الضعف.
صعود اليمين المتطرف كبديل سياسي
في ظل انهيار الثقة في الحكومة الحالية، تشير الاستطلاعات إلى تنامي قوة اليمين المتطرف كبديل سياسي في فرنسا. يتصدر جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني، قائمة الشخصيات المفضلة لرئاسة البلاد بنسبة 35%، متقدماً على زعيمة الحزب مارين لوبان (32%) ووزير الداخلية برونو روتايو (27%)
هذا التطور يعكس تحولاً جذرياً في التوجهات السياسية للمواطنين الفرنسيين، حيث يبدو أن اليسار يواجه تراجعاً حاداً، إذ احتل رافائيل غلوكسمان، الشخصية اليسارية الرائدة، المركز الثامن فقط بنسبة 18%.
تداعيات خطيرة على المستقبل السياسي
هذه النتائج تنذر بعواقب وخيمة على الاستقرار السياسي في فرنسا، حيث تواجه البلاد أزمة حكم حقيقية قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في الخريطة السياسية. فشل الحكومة في كسب ثقة الشعب منذ الأسبوع الأول، مع توقعات بعدم قدرتها على إقرار الميزانية، يضع فرنسا أمام احتمالية سقوط حكومة جديدة، وهو ما يعني مزيداً من عدم الاستقرار والفوضى السياسية.
كما تشير التوجهات لصالح اليمين المتطرف إلى احتمالية حدوث تحول سياسي كبير قد يؤثر على مستقبل فرنسا ودورها في الاتحاد الأوروبي والساحة الدولية.