دراسة: تأخير الإفطار يزيد خطر الوفاة بعد الأربعين!

كشفت دراسة أمريكية حديثة أجريت في مستشفى ماس جنرال بريغهام بمدينة بوسطن ونشرت في مجلة Communications Medicine أن تأجيل موعد تناول وجبة الإفطار قد يرفع من خطر الوفاة لدى الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الأربعين عاما.

وأثارت الدراسة جدلا واسعا حول أهمية هذا السلوك الغذائي اليومي.

وقد جمع فريق البحث عينات دم من 2945 شخصا بريطانيا تتراوح أعمارهم بين 42 و94 سنة، وتابع حالاتهم الصحية على مدى يقارب 34 عاما ما بين 1983 و2017.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يتأخرون في تناول وجبة الإفطار سجلوا نسب نجاة أقل خلال عشر سنوات تلت المتابعة مقارنة بغيرهم ممن يبدؤون يومهم مبكرا. فقد بلغت نسبة البقاء على قيد الحياة لدى من يؤخرون الإفطار 86,7 في المئة فقط، مقابل 89,5 في المئة لدى من يتناولونه باكرا.

جدير بالذكر أن الدراسة بينت أن تأجيل الوجبة الأولى من اليوم يقلص ما يعرف بالنافذة الغذائية اليومية، ما يؤدي إلى تقليل كمية العناصر الغذائية الضرورية للجسم، والتأثير على عملية الهضم وجودة النوم.

كما يربط الباحثون هذا السلوك بظهور مشاكل صحية متعددة مثل التعب المستمر، اضطرابات الفم والأسنان، القلق والاكتئاب، فضلا عن تفاقم ما يعرف بتعدد الأمراض المزمنة عند المتقدمين في السن.

وتؤكد النتائج أيضا أن توقيت الوجبة يرتبط بعادات النوم، إذ سبق أن كشفت دراسة سابقة في عام 2018 أن الأشخاص الذين يسهرون لوقت متأخر لديهم خطر وفاة أعلى من أولئك الذين ينامون ويستيقظون في أوقات مبكرة. وبالتالي فإن الإفطار المتأخر يشكل امتدادا لهذه العادات غير الصحية.

ويشدد الباحث حسن داشتي، أخصائي التغذية وأحد مؤلفي الدراسة الرئيسيين، على أن النتائج تعيد الاعتبار للمقولة الشهيرة بأن الإفطار هو أهم وجبة في اليوم خصوصا بالنسبة لكبار السن.

وأوضح أن تأخير هذه الوجبة لا يرتبط فقط بزيادة طفيفة في مخاطر الوفاة بل ينعكس أيضا على الصحة النفسية والجسدية بشكل عام.

ويطرح هذا البحث أسئلة جوهرية حول جدوى أنماط غذائية حديثة مثل الصيام المتقطع الذي يعتمد على تأجيل الإفطار، إذ تؤكد الأرقام أن هذا السلوك قد لا يكون مناسبا على الأقل لشريحة كبار السن.

ومع استمرار الجدل العلمي، يبقى الثابت أن انتظام الوجبات وتوزيعها في أوقات متوازنة يظل ركنا أساسيا للحفاظ على الصحة والوقاية من أمراض خطيرة.

@ آلاء عمري