كشف تقرير Africa Wealth Report 2025 الصادر عن مكتب Henley & Partners أن الجزائر فقدت خلال السنوات العشر الأخيرة ما يقارب 23 في المائة من عدد مليونيراتها، رغم أنها لا تزال ضمن قائمة أكبر عشر دول إفريقية من حيث حجم الثروة الخاصة.
وأحصى التقرير نحو 2700 مليونير في الجزائر خلال عام 2025، إضافة إلى عشرة “سنتي مليونيرات” أي من يملكون ثروات تفوق 100 مليون دولار، إلى جانب ملياردير واحد فقط هو رجل الأعمال يسعد ربراب مؤسس مجموعة سيفيتال. وتؤكد هذه الأرقام استمرار وجود الثروة، لكنها تبرز أيضًا تراجعها أمام التغيرات الاقتصادية المرتبطة أساسًا بالاعتماد على قطاع المحروقات.
وقارن التقرير وضع الجزائر بدول إفريقية أخرى، حيث أظهر أن جزيرة موريشيوس سجلت نموًا مذهلًا بلغ 63 في المائة. في المقابل، تعاني دول نفطية أخرى من نفس الظاهرة، إذ فقدت نيجيريا حوالي نصف مليونيراتها بانخفاض وصل إلى 47 في المائة، وخسرت أنغولا أكثر من ثلثهم بانخفاض قدره 36 في المائة.
وأبرز التقرير أن إفريقيا تضم حاليًا نحو 122500 مليونير، أي أقل بكثير من 135200 مليونير تم إحصاؤهم قبل عشر سنوات. وتتصدر جنوب إفريقيا القائمة بـ41100 مليونير، تليها مصر بـ14800، فنيجيريا بـ7200، وكينيا بـ6800. وتستحوذ هذه الدول مجتمعة على 63 في المائة من الأثرياء الأفارقة و88 في المائة من المليارديرات. أما الجزائر فحلت في مرتبة وسطى خلف موريشيوس وأمام غانا.
وأوضح التقرير أن التراجع الجزائري يرتبط بتقلبات أسعار النفط والغاز وغياب التنويع الاقتصادي لرجال الأعمال، في وقت استطاعت اقتصادات أخرى مثل رواندا (+48 في المائة) تعزيز ثرواتها عبر الاستثمار في الخدمات والسياحة والمالية.
وأشار التقرير أيضًا إلى التوزيع الجغرافي للثروة، حيث تظل مدن مثل جوهانسبورغ (11700 مليونير) وكيب تاون (8500) والقاهرة (6800) ونيروبي (4200) في صدارة المراكز الحضرية الإفريقية الغنية، بينما لم تدخل أي مدينة جزائرية هذا التصنيف، ما يعكس انتشار الثروة بشكل أقل تركيزًا داخل البلاد.
ورغم هذا التراجع، يتوقع Henley & Partners أن يعرف عدد مليونيرات إفريقيا نموًا بـ65 في المائة بحلول 2035، مدفوعًا بزيادة السكان والاستثمارات في البنية التحتية والقطاعات غير التقليدية.