آخر الأخبار

الرئيس تبون يعلن الحرب على "إرهاب الطرقات": من معالجة آنية إلى إصلاح هيكلي

شارك
مصدر الصورة
الكاتب: رئيس التحرير

الجزائر الآن _ جاء الاجتماع الطارئ الذي ترأسه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حول قطاع النقل، عقب المأساة الدامية التي خلّفها حادث سقوط الحافلة بوادي الحراش ، بمثابة رسالة سياسية واضحة بأن ملف إرهاب الطرقات لم يعد يُقاس بعدد الضحايا فحسب، بل صار مسألة أمن وطني تستدعي تدخلاً رئاسياً مباشراً.

أبعاد القرار: ما بين الاستعجال والإصلاح العميق

القرارات التي أُعلنت تعكس مقاربة مزدوجة: من جهة، إجراءات استعجالية عبر استيراد 10 آلاف حافلة جديدة وتوفير عجلات المركبات بشكل عاجل، بما يضع حداً لتدهور الحظيرة الوطنية للنقل.

مصدر الصورة

ومن جهة أخرى، توجه نحو إصلاح هيكلي يمس التشريع، آليات الرقابة، وتوزيع المسؤوليات، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عقود.

تحميل المسؤوليات: من السائق إلى المنظومة

الجديد في مقاربة تبون أنه نقل المسؤولية من السائق وحده إلى مجمل المنظومة التي يعرف الجميع أنها لها قدر كبير من المسؤولية فيما يحدث من إرهاب طرقات .بل في الكثير من الأحيان “المنظومة ” هي السبب الرئيسي فيه:

1_ مدارس تعليم السياقة ،

2_ مؤسسات المراقبة التقنية،

3_ الجهات المكلفة بالطرقات والصيانة،

4_ وحتى الإدارات المسؤولة عن منح الرخص والرقابة.

بهذه الإجراءات التي أقرها الرئيس تبون ، لم يعد الحادث المروري مجرد “خطأ فردي”، بل قد يتحول إلى قضية مساءلة جماعية، بما يضع حداً لثقافة الإفلات من العقاب التي لطالما غذّت نزيف الطرقات.

الأمن الوطني في قلب المعركة

تكليف الدرك الوطني والأمن الوطني بتشديد الرقابة يعكس إرادة سياسية لتصنيف حرب الطرقات في خانة التحديات الأمنية، على غرار محاربة الجريمة المنظمة أو مكافحة الإرهاب. فعدد الضحايا الذين تسقطهم الطرقات سنوياً يكاد يعادل حصيلة نزاعات مسلحة، وهو ما يفسّر لغة الحزم التي استخدمها الرئيس في هذا الاجتماع.

الرسالة السياسية الأعمق

الاجتماع لم يكن تقنياً فقط، بل حمل رسالة سياسية إلى الرأي العام: الدولة حاضرة، والرئاسة تمسك بزمام المبادرة في الملفات التي تمس حياة الجزائريين يومياً بل وتتدخل عند فشل المسؤولين مهما كانت درجات مسؤولياتهم، إنها محاولة لإعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، عبر الانتقال من إدارة الأزمات إلى إصلاح المنظومات.

بهذا التحرك، يضع الرئيس تبون ملف النقل والطرق في صلب أجندته الإصلاحية، ويعلن عملياً بداية مسار قد يُعيد صياغة العلاقة بين الجزائريين والطريق، بين الدولة ومسؤولياتها، وبين المواطن وحقه في حياة آمنة.

الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، قال ذات في إحدى خطبه كلام من ذهب ،عندما قال :
“السلام لا يعني فقط غياب النزاعات، بل يعني أيضاً وجود ظروف تُمكّن الناس من أن يعيشوا بأمان وكرامة.”

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا