الجزائرالٱن _ أبرز عميد جامع باريس الكبير، شمس الدين حفيظ، وكاردينال الجزائر جان بول فيسكو، في مقال مشترك نشرته صحيفة لوموند الفرنسية يوم الأحد، مخاطر استمرار الانسداد السياسي الذي يطبع العلاقات الجزائرية الفرنسية.

التوتر لا يجب أن يتحول إلى عبء على الشعبين

وأكد الطرفين أن التوتر بين الحكومتين لا يجب أن يتحول إلى عبء على شعبي البلدين، و أن الروابط الثقافية والدينية والاجتماعية تمثل أساساً يمكن البناء عليه لتخفيف الصراع واستعادة الثقة.

الانتماء المزدوج فرصة للتقارب الثقافي

في نفس الوقت اعتبر الطرفان أن الجزائريين في فرنسا يمثلون نموذجاً حياً لكيفية الجمع بين الهوية الوطنية والانخراط في المجتمع الفرنسي .

موضحان أن هذه الثنائية ليست عبئاً بل مصدر ثراء ثقافي وفكري. وأشارا إلى القديس أوغسطين، ابن الجزائر القديمة، كمثال على كيفية تحويل الانتماء المتعدد إلى عامل إيجابي وفاعل على المستوى العالمي.

مما يعكس إمكانية استخدام التنوع الثقافي كجسر للتقارب بين الشعبين.

مواجهة الذاكرة الاستعمارية بصدق

تطرق المقال إلى التحديات المرتبطة بالذاكرة الاستعمارية، وضرورة معالجة الماضي يجب أن تتم بنزاهة ومسؤولية، بعيداً عن أي ممارسات استعلائية أو إذلالية.

الذاكرة التاريخية

ويمكن للذاكرة التاريخية، إذا أُديرت بعدل، أن تصبح أداة للحوار والتفاهم بدل أن تتحول إلى مصدر انقسام.

الاعتراف بالحقائق التاريخية

ويشدّد الرجلان على أن الاعتراف بالحقائق التاريخية لا يقوض العلاقات الحالية، بل يسهم في بناء أسس قوية للتعاون المستقبلي.

تعزيز الحوار الثقافي والديني

كما دعا المقال إلى منح الأولوية للعلاقات الإنسانية والثقافية، باعتبارها الأساس الذي يمكن البناء عليه لتجاوز الخلافات.

الحوار هو السبيل الأكثر فاعلية لاحتواء الأزمة

الحوار المبني على الاحترام المتبادل والقيم المشتركة، مثل التعددية والتفاهم الديني والثقافي، هو السبيل الأكثر فاعلية لاحتواء الأزمة.

وليس مقتصراً على الحكومات

كما أنه نهج يمتد تأثيره إلى المجتمع المدني والجماهير، وليس مقتصراً على الحكومات.

دعوة فرنسا إلى ضرورة التخلي عن التعامل بفوقية

ودعا الرجلان إلى إعادة الاعتبار للأبعاد الإنسانية والثقافية في العلاقات مشددين على أن هذا النهج هو السبيل لإعادة التوازن وإعادة بناء الثقة.

رجال الدين يدعون لإعادة بناء الثقة بين الجزائر وفرنسا

في رسالة للسلطات الفرنسية تم التأكيد على إنهاء منطق التعامل الفوقي مع الجزائر والاعتراف بدور الشعب الجزائري كشريك متساوٍ.

الاحترام المتبادل

وأكد المقال أن مستقبل العلاقة بين الجزائر وفرنسا لا يقوم إلا على أسس الاحترام المتبادل والأخوة، بعيداً عن المصالح السياسية الضيقة وحسابات السلطة المؤقتة.