أجبرت السلطات في إسبانيا على إغلاق شواطئ سياحية شهيرة على طول كوستا بلانكا بعد اكتشاف كائن بحري غريب وخطير عرف باسم “التنين الأزرق” أو “القاتل الأجمل في المحيط”، وفق ما ذكر موقع GEO الفرنسي.
جدير بالذكر أن هذا الكائن الذي لا يتجاوز طوله 4 سنتيمترات يتمتع بمظهر براق يزينه لون أزرق معدني لامع وبطن فضي، لكنه يحمل سما شديد الخطورة قادر على التسبب في أعراض صحية خطيرة.
وينتمي التنين الأزرق المعروف علميا باسم Glaucus atlanticus إلى عائلة الرخويات البحرية ويطلق عليه أيضا “طائر البحر”. ورغم حجمه الصغير فإنه يملك ستة زوائد شبيهة بالأجنحة تخزن خلايا سامة يمتصها من كائنات بحرية أخرى أكثر خطورة مثل قنديل البحر المعروف بالفيزاليا. وأوضح خبراء تحدثوا لصحيفة “ديلي ميل” أن هذه العملية تجعل سم التنين أكثر تركيزا وفتكا من السم الأصلي.
وحسب ذات المصدر فإن أعراض لسعته تبدأ بآلام حادة شبيهة بلدغات قناديل البحر لكنها أشد، وقد ترافقها غثيان وتقيؤ وآلام في المعدة، بل قد تشكل خطرا قاتلا على الأطفال ومرضى القلب أو المصابين بحساسية مفرطة.
وعقب اكتشاف أول حالتين يوم 20 أوت على شاطئ “فيفيرس” بمدينة غواردامار دل سيغورا، أعلن رئيس البلدية خوسيه لويس سايز عبر وسائل التواصل الاجتماعي رفع الراية الحمراء ومنع السباحة نهائيا.
وأكد في بيانه أن الكائن رغم حجمه الصغير إلا أن الاقتراب منه يمثل خطرا حقيقيا. وأطلقت السلطات الإسبانية عملية تفتيش وقائية لرصد أي ظهور جديد لهذه الكائنات التي قد تحملها التيارات البحرية.
كما قدمت البلدية بإسبانيا تعليمات صارمة للزوار تقضي بعدم لمس الكائن حتى بالقفازات وإبلاغ فرق الإنقاذ فورا في حال العثور عليه. أما في حال الإصابة باللسع فينصح بشطف المنطقة المصابة بماء البحر لا العذب، ثم التوجه مباشرة إلى أقرب مركز صحي. وبعد 24 ساعة من المراقبة أعيد فتح الشواطئ براية صفراء مع استمرار حالة التأهب لدى الشرطة وفرق الإنقاذ.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها السواحل الإسبانية تهديدات مماثلة. ففي 2018 تسببت هجمات جماعية لقناديل الفيزياليا في إغلاق ما يقارب 120 كيلومتر من الشواطئ، وسجلت حينها إصابة خطيرة لطفل يبلغ 11 عاما نقل إلى المستشفى على وجه السرعة.
ويثير ظهور “التنين الأزرق” من جديد مخاوف متزايدة من تكرار سيناريو الإغلاقات الواسعة خاصة مع تنامي تأثير التغير المناخي على الحياة البحرية في البحر المتوسط.
@ آلاء عمري