لم يكن يتوقع السائح الإيطالي جيوفاني أن تتحول رحلته إلى الجزائر إلى تجربة إنسانية عميقة، تجعله يغادر البلاد والدموع في عينيه. فبعد سنوات من الشغف ببلد المليون ونصف المليون شهيد، قرر أخيرًا زيارة الجزائر ليكتشف بنفسه سحرها الطبيعي وثقافتها الغنية، غير أنه وجد ما هو أعظم من ذلك وهو كرم الجزائريين وأصالتهم.
منذ أن وطأت قدماه ميناء الجزائر العاصمة، شعر جيوفاني بأجواء خاصة وصفها بأنها استثنائية. وفي مقاطع فيديو نشرها عبر حسابه على منصة تيك توك الذي يتابعه أكثر من مائتي ألف شخص، ظهر وهو يستعرض أبرز محطات رحلته بين الجزائر العاصمة ووهران، مركزًا في معظمها على كرم الضيافة الذي لقيه من الجزائريين.
ويروي السائح الإيطالي أنه أقام لدى عائلة جزائرية استقبلته كأحد أفرادها. ويقول ممازحًا إنه اضطر إلى مغافلتهم ليدفع ثمن قهوته في مقهى شعبي بالعاصمة، لأن العائلة لم تسمح له طيلة يومين بأن ينفق حتى ثمنًا بسيطًا لكأس ماء. وأضاف أن لحظة وداعهم كانت صعبة للغاية، إذ شعر وكأنه يغادر أسرته الحقيقية.
وتابع جيوفاني أن ما يميز الجزائر قبل كل شيء هو شعبها الذي يفتح أبوابه للضيف كأنه واحد منهم، مؤكدًا أن حب الجزائريين وكرمهم جعلاه يذرف الدموع عند مغادرة العاصمة.
وقادته الرحلة أيضًا إلى مدينة وهران، حيث اكتشف نفس الروح نفسها لدى أهلها. فقد أكد أن الكرم الجزائري لا يقتصر على منطقة بعينها بل هو سمة عامة في كل أنحاء البلاد. وقال: “لم أجد الكلمات لأصف كم أنا متأثر بلطف الجزائريين وكرامتهم، لقد استقبلوني كما لو كنت أخًا أو ابنًا”.
وختم السائح الإيطالي تجربته بعبارة مؤثرة استعارها من الأمثال الشعبية في مدينته نابولي: “في الجزائر تبكي عند وصولك من شدة الفرح، وتبكي عند مغادرتك من شدة الحنين”. وأضاف أن الجزائر ليست فقط بلدًا جميلًا بتاريخه وطبيعته وثقافته، بل هي قبل كل شيء بلد قلوب دافئة تجعل الزائر يندمج فيها سريعًا.
هذا الانطباع الإيجابي الذي نقله جيوفاني عبر شبكاته الاجتماعية يشكل شهادة حية تعكس حقيقة الجزائر التي كثيرًا ما يجهلها السياح الأجانب. فالبلد، كما وصفه، “أكثر من مجرد وجهة سياحية، إنه حضن مفتوح بالحب والكرامة”.