الجزائر ضمن كبار مصدّري الغاز في 2025
الجزائرالٱن _ أظهرت إحصائيات حديثة حول أكبر الدول المصدّرة للغاز الطبيعي في سنة 2025، أنّ الجزائر نجحت في تعزيز مكانتها ضمن العشر الأوائل عالميًا، بإيرادات بلغت 30 مليار دولار، لتأتي في المرتبة الثامنة عالميًا متقدمة على دول وازنة مثل ماليزيا (21 مليار دولار) والصين (14 مليار دولار)
وبحسب المعطيات، تصدّرت روسيا القائمة بإيرادات وصلت إلى 130 مليار دولار، تليها قطر بـ 120 مليار دولار، ثم الولايات المتحدة بـ 110 مليار دولار، بينما سجلت أستراليا والنرويج إيرادات قدرها 65 و60 مليار دولار على التوالي.
أما من القارة الإفريقية، فقد برزت نيجيريا إلى جانب الجزائر، حيث حققت إيرادات بلغت 28 مليار دولار.
الجزائر لاعب محوري في معادلة الطاقة
إيرادات الجزائر المقدرة بـ 30 مليار دولار تعكس الدور الاستراتيجي الذي تلعبه في سوق الطاقة، خاصة في ظل الطلب المتزايد من أوروبا التي باتت تعتمد بشكل أكبر على الغاز الجزائري بعد الأزمة الأوكرانية والتحولات في إمدادات الطاقة العالمية.
الجزائر التي تمتلك احتياطات هائلة من الغاز الطبيعي، تستفيد من موقعها الجغرافي القريب من أوروبا، ومن شبكة أنابيب موجهة نحو كل من إيطاليا وإسبانيا، ما يمنحها قدرة تنافسية قوية مقارنة بالمصدّرين البعيدين الذين يعتمدون أساسًا على الغاز المسال.
آفاق واعدة رغم التحديات
رغم أن الجزائر جاءت في مرتبة أقل مقارنة بالعمالقة مثل روسيا وقطر والولايات المتحدة، إلا أن تحقيق 30 مليار دولار يمثل مكسبًا مهمًا بالنظر إلى حجم الاستثمارات الحالية في قطاع الطاقة. كما أن الجزائر تعمل على رفع قدراتها الإنتاجية والتصديرية عبر مشاريع تطوير الحقول الغازية، مثل حقل عين صالح وحقل رقان، إلى جانب تعزيز قدراتها في مجال الغاز الطبيعي المسال.
التحدي الأكبر أمام الجزائر يبقى في تنويع شركائها التجاريين، وتوسيع حصتها في السوق الآسيوية، مع الاستمرار في تلبية الطلب الأوروبي الذي يظل الوجهة التقليدية والأكثر أهمية.
الغاز رافعة اقتصادية للأمن الوطني
بالإضافة إلى الإيرادات المالية، يشكّل الغاز الطبيعي بالنسبة للجزائر رافعة اقتصادية أساسية لدعم الخزينة العمومية، وتمويل مشاريع التنمية، وتعزيز الأمن الطاقوي للبلاد. كما يتيح للجزائر تعزيز نفوذها الدبلوماسي، إذ تحوّل الغاز إلى ورقة قوة في علاقاتها الثنائية والإقليمية.
وتكشف الأرقام أنّ الجزائر، برغم منافسة عمالقة الطاقة، تظل لاعبًا رئيسيًا في سوق الغاز العالمي، بفضل مواردها الضخمة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي. وإيراداتها المقدرة بـ 30 مليار دولار في 2025 تثبت أن الجزائر قادرة على تعزيز حضورها العالمي إذا ما واصلت الاستثمار في البنى التحتية الطاقوية وتنويع أسواقها الخارجية.