يواصل مجمع السيارات العالمي ستيلانتيس تعزيز حضوره في السوق الجزائرية بخطوات متسارعة، حيث يدرس حاليا مشروعا طموحا لإدخال علامة ألفا روميو الفاخرة إلى خطوط الإنتاج المحلية.
ويأتي هذا التوجه بعد النجاح الذي حققته الشركة عبر علامتها “ فيات “، التي تنتج حاليا في مصنع طفراوي بوهران ثلاثة نماذج هي: دوبلو فان، دوبلو بانوراما، وأيقونة فيات 500.
وحسب موقع Italpassion المتخصص، يخطط المجمع لإطلاق إنتاج نموذج غراندي باندَا في ديسمبر 2025، مع رفع الطاقة الإنتاجية من 60 ألف سيارة في 2025 إلى 90 ألف سيارة في 2026.
لكن المفاجأة الأكبر، وفق صحيفة Milano Finanza الاقتصادية الإيطالية، أن ستيلانتيس تدرس بجدية تجميع طراز ألفا روميو جونيور في الجزائر. هذا الطراز، الذي ينتج حاليا في مصنع الشركة بمدينة “تيخي” في بولندا، يعتبر من فئة السيارات “suv” m” المدمجة.
ويشكل بوابة الدخول إلى عالم السيارات الفاخرة. ويبلغ سعره في فرنسا، وفق موقع L’Argus، حوالي 29,500 يورو، ما يجعله خيارا جذابا إذا ما تم تجميعه محليا بأسعار تنافسية.
ولن يكون تجميع ألفا روميو جونيور في الجزائر خطوة عادية، بل سيشكل سابقة تاريخية كأول سيارة فاخرة تنتج محليا، وهو ما قد يفتح الباب أمام تحول الجزائر إلى قاعدة إنتاجية إقليمية. غير أن هذا المشروع يتطلب تعديلات تقنية مهمة في مصنع طفراوي، إذ أن الطراز يعتمد على منصة eCMP الخاصة بالسيارات الكهربائية والهجينة، وهي أكثر تعقيدا من منصة Smart Car المستخدمة حاليا، ما يستلزم استثمارات كبيرة في المعدات والتكوين الفني للعمال.
ويرى مراقبون أن نجاح هذا المشروع سيبرهن على قدرة الجزائر على إنتاج سيارات بتكنولوجيا متقدمة، ويمكّنها من تعزيز مكانتها كوجهة صناعية تنافسية.
كما أن هذه الاستراتيجية تتماشى مع خطة ستيلانتيس لجعل الجزائر مركز إنتاج منخفض التكلفة لتلبية الطلب المحلي وتصدير السيارات نحو أسواق إفريقيا.
وهكذا يعود قطاع السيارات الجزائري إلى الواجهة بخطوات قوية بعد سنوات من الركود بسبب توقف الاستيراد. وإذا ما تحقق مشروع “ألفا روميو جونيور” محلي الصنع، فسيكون ذلك علامة فارقة في مسار تنويع الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل، فضلا عن إدخال الجزائر إلى سوق السيارات الفاخرة.
@ آلاء عمري