الجزائرالٱن _ شبح الحلويات الفاسدة كارثة غذائية وشيكة هذا عنوان صريح لمقال اليوم في مشهد يعيد إلى الأذهان مأساة “الميلفاي ” التي حدثت مؤخرا بولاية الجلفة.
حيث تمكنت مصالح شرطة ولاية عين الدفلى، وتحديدًا عناصر أمن دائرتي خميس مليانة وبرج الأمير خالد، صبيحة اليوم الاثنين، من إحباط ما يمكن وصفه بـ”كارثة غذائية وشيكة”، وذلك بعد حجز كميات ضخمة من الحلوى غير الصالحة للاستهلاك البشري، بلغ عددها 1607 قطعة.
العملية جاءت في إطار خرجة ميدانية رقابية نُفذت بالتنسيق مع مختلف الشركاء من المصالح المختصة، بهدف الوقوف على مدى احترام أصحاب المحلات التجارية لشروط السلامة الصحية، خاصة ما تعلق بالمواد الاستهلاكية السريعة التلف، والتي تُعرض أحيانًا في ظروف غير ملائمة، مما يهدد الصحة العمومية.
شبح الحلويات الفاسدة ..كارثة غذائية وشيكة
وبحسب بيان مصالح أمن الولاية، فإن هذه الكمية الكبيرة من الحلويات التي تم ضبطها كانت موجهة للتسويق في عدد من المحلات والمقاهي ، دون مراعاة لأبسط شروط النظافة أو شروط التخزين، ما يعكس حجم التهاون والاستهتار الذي لا يزال سائداً في بعض الأوساط التجارية.
تعليقًا على هذه المستجدات، عبّر رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، عن قلقه من تكرار سيناريوهات التسمم الجماعي، مؤكدًا أن “حادثة الميلفاي كادت أن تتكرر لولا التدخل السريع والحازم لمصالح أمن ولاية عين الدفلى”. وجاء تصريحه عبر منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك، في وقت لا تزال فيه تداعيات حادثة الجلفة تلقي بظلالها .
ويُذكر أن حادثة التسمم التي شهدتها بلدية البيرين بولاية الجلفة، والتي تسببت في إصابة نحو 400 شخص، نتيجة تناولهم لحلوى “ميلفاي” غير مطابقة للمعايير الصحية، أدت إلى إغلاق 12 مقهى لمدة شهر كامل، في إجراء تأديبي ردعي.
هذه الحوادث المتكررة تفتح النقاش مجددًا حول فعالية الرقابة اليومية، وضرورة تشديد العقوبات على المخالفين، بل وتدفع نحو إعادة النظر في سلوكيات الاستهلاك الجماعي، وسط مطالب متصاعدة من فعاليات المجتمع المدني بتكثيف الحملات التحسيسية وتفعيل آليات الردع.
وفي ظل اقتراب الدخول الاجتماعي وارتفاع وتيرة الاستهلاك، تبقى مسؤولية حماية المستهلك مسؤولية مشتركة، تتطلب تضافر جهود الجميع من أجهزة رقابية ومواطنين، لتفادي تكرار مآسٍ غذائية كان يمكن تفاديها بقليل من الوعي وكثير من الرقابة.