تمكن شاب أمريكي يدعى كاميرون موفيد، البالغ من العمر 25 سنة، من تحقيق حلمه بزيارة جميع دول العالم المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وعددها 195 دولة. ولم يكن هذا التحدي مجرد مغامرة سياحية، بل شكل طريقا نحو التعافي من مرض نفسي مزمن لازمه منذ الطفولة، وهو اضطراب الوسواس القهري.
وقال موفيد لموقع CNN Travel إن السفر أصبح علاجا نفسيا حقيقيا بالنسبة له، إذ ساعده على مواجهة مخاوفه وتجاوز رغبته المفرطة في التحكم بكل التفاصيل. وأضاف “عندما تضطر للنوم على الأرض أو تعبر حدودا فوضوية في بلدان لا تتحدث لغتها، تكون مجبرا على التخلي عن السيطرة. هذا الأمر غير مريح، لكنه محرر”.
وقد بدأت فكرة زيارة جميع الدول خلال فترة جائحة كورونا، حين قرر استغلال طاقته لمحاربة المرض النفسي عبر السفر. وبحكم خلفيته كلاعب تنس محترف، كان موفيد معتادا على التنقل، لكنه هذه المرة قرر أن يجعل لكل وجهة معنى، فاشترط على نفسه المكوث أربعة أيام على الأقل في كل دولة والقيام بشيء ذي مغزى فيها.
وكانت أوروبا محطته الأولى في أواخر 2022، ثم توجه تدريجيا نحو دول أكثر صعوبة من حيث المعيشة واللغة. اعتمد في تنقلاته على الحافلات الليلية، أماكن الإقامة الاقتصادية، وحتى التنقل عبر الترصيد.
أما الجزائر، فقد كانت من أكثر المحطات تأثيرا في رحلته. حيث زار موفيد مدن الجزائر العاصمة وتيبازة وشرشال ووهران وقسنطينة وغرداية، ثم أصيب بوعكة صحية خطيرة في أفريل 2024 كادت أن تضع حدا لمشروعه. لكنه استعاد عافيته بعد تلقيه الرعاية في أحد مستشفيات الجزائر، وواصل المغامرة. ووصف الجزائر بأنها إحدى أجمل تجاربه، مؤكدا أن الدول غير السياحية غالبا ما تمنح أعمق اللحظات الإنسانية والثقافية.
ثم أكمل الشاب الأمريكي رحلته في أفريل 2025 بوصوله إلى كوريا الشمالية، حيث شارك في ماراثون بيونغ يانغ احتفالا بختم رحلته، محطما رقما قياسيا على منصة NomadMania كأصغر شخص يكمل هذه الجولة. ومع ذلك، قد يكون الألماني لوكاس فرفينغس قد كسر هذا الرقم لاحقا.
وعند عودته إلى كاليفورنيا، قال كاميرون موفيد إن أهم درس تعلمه هو أن لا أحد سيؤمن بك أكثر مما تؤمن أنت بنفسك.
@ آلاء عمري