وكشف الدكتور بشطون كاسي، وهو طبيب يشغل منصب المدير الطبي لقسم الأورام الهضمية في مركز City of Hope بالولايات المتحدة، في مقال نشره موقع Eating Well أن السرطان لم يعد حكرا على من تجاوزوا الستين، بل بات يفتك بالشباب والمراهقين. “هذا الأسبوع والأسبوع الماضي، عالجنا مرضى أعمارهم لا تتجاوز 16 سنة”.

ودفع هذا التطور المقلق السلطات الصحية في الولايات المتحدة إلى خفض سن الفحص المبكر لسرطان القولون من 50 إلى 45 سنة، في محاولة لتدارك انتشار المرض بين الفئات الشابة. لكن المفارقة المرعبة تكمن في أن أسباب هذا الانفجار في عدد الحالات ليست غامضة، تعود إلى نمط حياة غير صحي، سمنة، تدخين، كحول، وقبل كل شيء، الاستهلاك المنتظم للحوم المصنعة مثل النقانق، اللحم المقدد، الهامبورغر، السجق، السلمون المدخن وكرات اللحم الصناعية.

فالمركبات تتحول داخل الجسم إلى عناصر نيتروزية شديدة التسرطن، خاصة في القولون. كما أن عملية التدخين تطلق الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وهي مواد معروفة بخطورتها العالية، فيما يؤدي التمليح المفرط إلى تآكل جدار الأمعاء وتسهيل اختراق المواد المسرطنة للأنسجة.

جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية قد ادرجت منذ سنة 2015، اللحوم المصنعة ضمن قائمة المواد المسرطنة المؤكدة، إلى جانب التبغ، وصرحت بأن استهلاك 50 غراما فقط يوميا من هذه اللحوم كاف لرفع خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة كبيرة.

وأمام هذا الواقع المرعب، تتزايد الدعوات إلى تجنب هذه الأطعمة نهائيا أو الحد منها قدر المستطاع، خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين أصبحوا ضحايا لصناعة غذائية لا ترحم. فالغذاء الآمن ليس ترفا بل ضرورة للبقاء.

@ آلاء عمري