آخر الأخبار

كوريا الجنوبية تعوض نقص الأطفال بالمدارس بكبار السن!

شارك

بدأت بعض المدارس الريفية في كوريا الجنوبية في استبدال التلاميذ الصغار بكبار السن الذين تجاوزوا السبعين من العمر، وذلك لتفادي الإغلاق القسري نتيجة نقص أعداد التلاميذ، في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق الأزمة الديموغرافية في كوريا الجنوبية، وفقًا لتقرير نشرته إذاعة France info .

وأصبحت الجدات الكوريات يشكلن جزءًا من المقاعد الدراسية في عدد من القرى النائية، في مشهد يعكس حجم التراجع السكاني الذي يهدد مستقبل التعليم في البلاد.

وتسجل كوريا الجنوبية، صاحبة أحد أدنى معدلات الخصوبة في العالم، اليوم معدلًا لا يتجاوز 0.75 طفل لكل امرأة، ما يعني أن متوسط عدد الأطفال لكل أسرة بات أقل من واحد، وهو ما أدى إلى انخفاض حاد في عدد التلاميذ الجدد، خاصة خارج المدن الكبرى مثل سيول. وفي عام 2025 وحده، من المتوقع أن تغلق 49 مدرسة بشكل نهائي، بعد أن شهد عام 2024 إغلاق 33 مؤسسة تعليمية أخرى.

ولسد هذا الفراغ، شرعت بلديات في دعوة كبار السن، خصوصًا النساء اللواتي لم تتح لهن فرصة التعليم خلال طفولتهن في فترة ما بعد الحرب، إلى العودة إلى مقاعد الدراسة.

وكثير من هؤلاء الجدات لم يتعلمن القراءة أو الكتابة في طفولتهن بسبب الفقر والتمييز بين الجنسين، واليوم يجدن في هذه المبادرة فرصة لتدارك ما فات.

المثير أن بعض المدارس باتت تجمع بين الأطفال وكبار السن في الأقسام نفسها، بينما تم تخصيص نحو أربعين مؤسسة تعليمية أخرى حصريا للطلبة المسنين.

وتدعم وزارة التعليم هذا المشروع ضمن إطار “التعلم مدى الحياة”، وتشهد كوريا الجنوبية اهتمامًا إعلاميًا متصاعدًا بهذه الظاهرة، حيث يتم سنويًا تسليط الضوء على مسنات يبلغن الثمانين يتقدمن لاجتياز امتحان “سونينغ”، المعادل للبكالوريا.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليوني كوري جنوبي لديهم مستوى تعليمي يعادل السنة الأولى ابتدائي، في بلد تجاوز فيه عدد من تجاوزوا سن 65 نسبة 20 في المائة من السكان.

وهكذا، يجد التعليم الكوري نفسه أمام معادلة جديدة مفادها إن لم يكن بالإمكان ملء المدارس بالأطفال، فلتفتح أبوابها لمن لا يزال يملك الشغف بالتعلم، مهما بلغ به العمر.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا