الجزائرالٱن _ في وقتٍ سجّلت فيه احتياطيات النفط الإفريقية انخفاضًا طفيفًا خلال سنة 2024، تمكنت الجزائر من تثبيت موقعها ضمن أبرز ثلاث دول في القارة من حيث المخزون المؤكد للخام، محافظةً على استقرار احتياطياتها وسط تحديات إنتاجية واستثمارية تعصف بالمنطقة.
■ انخفاض عام بفعل تراجع نيجيريا
وحسب آخر الأرقام الصادرة عن النشرة الإحصائية السنوية لمنظمة أوبك – التي كشفتها منصة “الطاقة” المتخصصة – تراجعت الاحتياطيات النفطية المؤكدة لإفريقيا إلى 119.363 مليار برميل بنهاية 2024، بعد أن كانت في حدود 119.583 مليار برميل خلال 2023، بفارق 220 مليون برميل.
هذا الانخفاض يعود أساسًا إلى تراجع احتياطيات نيجيريا وحدها، والتي فقدت 220 مليون برميل من رصيدها، لتسجل 37.28 مليار برميل، رغم أنها لا تزال في المركز الثاني إفريقيًا بعد ليبيا.
■ الجزائر ثالث أكبر احتياطي إفريقي
في المقابل، حافظت الجزائر على استقرار احتياطياتها المؤكدة عند حدود 12.20 مليار برميل، وهو نفس المستوى الذي تحتفظ به منذ عام 2006، لتحتل المرتبة الثالثة بعد ليبيا (48.36 مليار برميل) ونيجيريا (37.28 مليار برميل)
ورغم هذه المرتبة المتقدمة، تبقى الجزائر أمام تحديات مرتبطة بتعزيز استكشافاتها وضمان استدامة إنتاجها من النفط، خاصةً في ظل تراجع قدرة بعض الدول الإفريقية على جذب استثمارات جديدة بسبب الاضطرابات الأمنية والسياسية.
■ توقعات بتراجع الطاقة الإنتاجية
على المدى المتوسط، يتوقع الخبراء أن تعرف الطاقة الإنتاجية للدول الإفريقية الأعضاء في تحالف أوبك+ انخفاضًا إلى حدود 4.2 مليون برميل يوميًا بحلول 2030، بفعل الصعوبات الأمنية وقلة تدفق الاستثمارات، خاصةً في نيجيريا وليبيا.
أما بالنسبة للإنتاج، فقد حافظت الجزائر في 2024 على موقعها كثالث أكبر منتج للنفط في القارة بعد نيجيريا (1.34 مليون برميل يوميًا) وليبيا (1.13 مليون برميل يوميًا)، مع استمرار التزامها بحصص الإنتاج ضمن اتفاق أوبك+ لضبط السوق العالمية.
■ ضرورة تجديد الاستكشافات
ورغم ما تتمتع به الجزائر من مخزون مستقر، يطرح المراقبون تساؤلات حول الحاجة إلى رفع وتيرة الاستكشافات والاستثمارات، لتفادي نضوب الحقول التقليدية وضمان استمرار إيرادات الطاقة التي تبقى العمود الفقري للاقتصاد الوطني.
■ أرقام ومقارنات
تجدر الإشارة إلى أن السودان وجنوب السودان معًا يحتلان المركز الرابع على مستوى إفريقيا بـ 5 مليارات برميل، متبوعين بمصر بـ 3.3 مليار برميل، بينما تأتي أنغولا والغابون والكونغو وغينيا الاستوائية في مراكز تالية بمخزونات أقل من 3 مليارات برميل.
ورغم الاستقرار النسبي لاحتياطيات أغلب دول القارة، يبقى السباق مفتوحًا أمام الجزائر لتوسيع قاعدة احتياطاتها وتعزيز دورها كمورد طاقوي موثوق، خاصة في ظل الطلب العالمي المتزايد على النفط والغاز.