أكد كمال رزيق، وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، التزام الجزائر الراسخ بتحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي وتعزيز المبادلات التجارية البينية، مشيرا إلى سعي الدولة، من خلال تعليمات الرئيس عبد المجيد تبون، إلى ضمان بيئة اقتصادية ومؤسساتية مستقرة وشفافة ومحفزة وجاذبة للاستثمار.
وأوضح رزيق خلال كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في أشغال الحملة الترويجية للطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية بحضور شخصيات إفريقية بارزة، من بينهم الرئيس النيجيري الأسبق أولوسيغون أوباسانغو رئيس المجلس الاستشاري للمعرض، والأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية واميكلي ميني، أن استضافة الجزائر للطبعة الرابعة من هذا المعرض المقرر انعقاده من 4 إلى 10 سبتمبر 2025، يعبر عن إيمان الحكومة الجزائرية بأهمية تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي.
واستعرض رزيق رزيق الخطوات الملموسة التي تبنتها الجزائر في سبيل تعزيز التجارة البينية الإفريقية، مشيرا إلى إطلاق المبادلات التجارية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية في الفاتح من نوفمبر 2024، بالإضافة إلى تطوير البنى التحتية من خلال توفير موانئ حديثة ومطارات دولية وشبكة للخطوط الحديدية وتوسيع شبكة النقل البري.
كما أبرز رزيق أهمية المشاريع الهيكلية ذات البعد القاري، مثل مشروع الطريق العابر للصحراء ومشروع طريق الزويرات الذي يربط المعبر الحدودي لتندوف مع موريتانيا، وكذا خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والجزائر، والمضاعف بواسطة كابل الألياف البصرية.
وفي سياق تحسين مكونات مناخ الأعمال في الجزائر، أشار الوزير إلى سعي الدولة، من خلال تعليمات الرئيس عبد المجيد تبون، إلى ضمان بيئة اقتصادية ومؤسساتية مستقرة وشفافة ومحفزة وجاذبة للاستثمار، بالإضافة إلى العمل على ضمان تحقيق استقرار التشريع المنظم للاستثمار المحلي والأجنبي، وتبسيط الإجراءات الإدارية.
كما تطرق إلى جهود تطوير وتدعيم الجهاز البنكي وسوق رأس المال وقطاع التأمين، وكذا العمل على تنمية قدرات ومهارات الموارد البشرية، بهدف تكييف الاقتصاد مع التحولات العالمية.
وأوضح رزيق أن خطة عمل الحكومة تتضمن تحسين فعالية مناخ الاستثمار مع التركيز على تطوير عدة قطاعات من جهة، وترقية الصادرات مع الشركاء في القارة الإفريقية في إطار اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية من جهة أخرى.
وأعرب الوزير عن أمله في أن تسهم الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية في تحقيق الأهداف المرجوة وأن تكون فرصة لتعزيز الشراكات بين المؤسسات الإفريقية وجذب الاستثمارات للقارة الإفريقية، وزيادة التجارة البينية الإفريقية ودعم خطط التصنيع في القارة.
وختم رزيق كلمته بالتأكيد على التزام الجزائر وعزمها القوي على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للقارة الإفريقية، مؤكدا أن “مستقبل إفريقيا المزدهر يبنى من الداخل”.
وأشار إلى أن هذا الحدث المتميز يجسد روح التعاون والتكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة الإفريقية، ويعتبر أحد المشاريع الرئيسة للمخطط العشري لتنفيذ أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي تحت شعار “إفريقيا التي نريد”.