تسعى الجزائر إلى بلورة رؤية واقعية وجماعية حول تمكين الشباب سياسيًا، من خلال تنظيم ورشات وطنية لصياغة مقترحات عملية تواكب التحديات الوطنية الراهنة، وتؤسس لجيل سياسي جديد يؤمن بالحوار، ويجسد قيم المواطنة.
وافتتح رئيس المجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، الورشات التحضيرية للقمة الوطنية الشباب والمشاركة السياسية، وذلك بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، بحضور 120 شاب منتخب من مختلف ولايات الوطن ومن شتى التشكيلات السياسية.
وتأتي هذه المحطة تبعًا لمخرجات الجلسات التحضيرية التي عُقدت بتاريخ 12 ديسمبر 2023، حيث تم تسليط الضوء على أبرز التوصيات التي صاغها الشباب خلال تلك الجلسات، والتي تمحورت حول تفعيل الآليات القانونية والمؤسساتية لإشراكهم بفعالية في الحياة السياسية، وتوسيع فرصهم في التمثيل والتأثير ضمن مختلف الهيئات.
وشدد حيداوي، على أن هذه الورشات تشكل خطوة محورية نحو بلورة رؤية واقعية وجماعية حول تمكين الشباب سياسيًا في الجزائر، داعيًا إلى تقديم مقترحات عملية تواكب التحديات الوطنية الراهنة، وتؤسس لجيل سياسي جديد يؤمن بالحوار، ويجسد قيم المواطنة، ويقود التغيير المنشود ضمن إطار مؤسساتي ديمقراطي وشفاف.
وافتُتحت الورشات بالورشة الأولى التي تناولت الإطار المفاهيمي والقانوني لمشاركة الشباب في الحياة السياسية، حيث ناقش المشاركون النصوص التشريعية والتنظيمية ذات الصلة، كما طرحوا مجموعة من الملاحظات والتوصيات لتطوير البيئة القانونية الضامنة لانخراط فعلي ومستدام للشباب .
وتلتها الورشة الثانية التي خُصصت لقراءة واقع مشاركة الشباب سياسيًا، حيث تم عرض تجارب ميدانية ومؤشرات حول التمثيل الشبابي، مع تحليل التحديات المرتبطة بالوعي، والثقة، وسبل الوصول إلى مراكز القرار.
أما الورشة الثالثة فكانت محطة هامة لطرح تصورات جديدة تحت عنوان ترقية آليات المشاركة السياسية، القيادة والابتكار، حيث تركزت النقاشات حول سبل تحديث أدوات العمل السياسي، وبناء قدرات الشباب القيادية، وستُتوج هذه الورشات بتوصيات عملية تُرفع للجلسة العامة للقمة، لتشكل ركيزة في بلورة رؤية وطنية جديدة لمشاركة سياسية شبابية فعالة ومسؤول.