استعرضت الجزائر جهودها الكبيرة للحد من مسببات الهجرة غير النظامية وفق مقاربة شاملة ومتوازنة تراعي البعد الإنساني والأمني، إلى جانب التعاون مع دول الجوار الإفريقي والمتوسطي والعربي لإيجاد حلول مستدامة تراعي مصالح جميع الأطراف.
اختتمت، الجمعة الماضي، بمدينة مالقا الإسبانية، أشغال القمة التاسعة لرؤساء البرلمانات والجمعية العامة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، والتي شارك فيها وفد برلماني جزائري عن غرفتي البرلمان، ترأسه ناصر بطيش، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بالمجلس الشعبي الوطني، وشهدت الجلسة الختامية مشاركة مكثفة لوفود برلمانية من ضفتي المتوسط، تخللتها نقاشات عميقة تناولت ظاهرة الهجرة من مختلف أبعادها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وحتى المناخية والثقافية.
وقد ساهم نواب المجلس الشعبي الوطني في هذه الأشغال بمداخلات مهمة، شددوا من خلالها على ضرورة معالجة جذور الهجرة المرتبطة بالفقر وعدم الاستقرار، داعين إلى التركيز على تحقيق التنمية في دول المصدر كحل مستدام، مع رفض المقاربات الانتقائية في سياسات الهجرة، بما فيها نظام التأشيرات الذي يشكل عائقا حقيقيا أمام التعاون المتوسطي.
وفي هذا السياق، استعرض نواب المجلس الشعبي الوطني الجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر في هذا المجال، وفق مقاربة شاملة ومتوازنة، تراعي البعد الإنساني والأمني، إلى جانب التعاون مع دول الجوار الإفريقي والمتوسطي والعربي للحد من مسببات الهجرة غير النظامية وإيجاد حلول مستدامة تراعي مصالح جميع الأطراف.
وعلى صعيد آخر، انتهز النواب الجزائريون السانحة ليرافعوا بقوة لصالح القضية الفلسطينية، مندّدين بالعدوان الصهيوني الغاشم والممارسات اللاإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وتجويع، معربين عن إدانتهم الشديدة لتقاعس المجتمع الدولي عن حمايته وكذا ازدواجية المعايير التي تقوض مبادئ القانون الدولي وتضعف الثقة في فعالية الآليات الدولية في حماية الشعوب المستضعفة والقضايا العادلة.
وفي الأخير، نوه الحضور بجهود الرئاسة الإسبانية طيلة فترة قيادتها للجمعية البرلمانية، مشيدين بمبادراتها لتعزيز الحوار بين ضفتي المتوسط، كما أعربوا عن دعمهم الكامل للرئاسة المصرية الجديدة وثقتهم في قيادتها بما يخدم مصالح شعوب المنطقة.