آخر الأخبار

"لعنة لابوبو".. دمية تغزو عقول شبابنا بخلفيات خطيرة!

شارك

بينما كانت مجرد لعبة صغيرة بمظهر بريء، تحولت “لابوبو” إلى ظاهرة عالمية تتسلل بهدوء إلى عقول الشباب والمراهقين، لتفرض نفسها في الأسواق والمناسبات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتكشف في المقابل عن عمق أزمة الهوية الثقافية لدى الجيل الجديد. فهذه الدمية، التي تعود أصولها إلى فنان صيني يدعى كاسينغ لونغ سنة 2015، وأطلقتها شركة “بوب مارت” عام 2019 ضمن سلسلة “The Monsters”، لم تكن سوى نسخة مصغرة من إله أسطوري كانت تعبده قبائل شمال أوروبا، في صورة طفل مرح يعشق اللهو، ويرتبط بالطقوس الوثنية وعبادة الأشباح.

ولم تكن الجزائر، وكغيرها من الدول، في منأى عن هذا الطوفان التسويقي المغلف ببريق الحداثة والنجومية. إذ سرعان ما اجتاحت “لابوبو” صفحات الإنستغرام وتيك توك، وأصبحت زينة الحقائب وهدية المناسبات، بل ووصل سعرها إلى أكثر من 20 ألف دينار جزائري حسب الإصدار.

وقد غذى هذا الانتشار المحموم لهذه الدمية ذات البسمة المرعبة، صور نجمات عالميات مثل ليسا، ريهانا، كيم كارداشيان ودوا ليبا، ممن روجن للدمية، ما ساهم في تضخيم قيمتها التجارية والمعنوية بين ملايين الشباب التبع.

لكن خلف هذا الهوس تكمن إشكالية أعمق، إذ كيف تتحول دمية لا تنفع ولا تضر، إلى رمز للرقي الاجتماعي؟ وكيف يسقط شبابنا أسرى لصورة، وشكل، وموضة، دون أن يدركوا الخلفيات الدينية والثقافية التي تحملها هذه المنتجات؟ والأكيد أنها ليست مجرد لعبة بل مؤشر صارخ على هشاشة المناعة الثقافية وتراجع الوعي لدى الأجيال الجديدة.

وقد حذر الخبراء النفسيون من تأثير هذه اللعبة على الأطفال والمراهقين، بموجب أن مظهرها مرعب وله تأثير سلبي على نفسيتهم.

في المقابل تجاوزت مداخيل شركة “بوب مارت”، حد 1.8 مليار دولار في عام واحد، بدعم مباشر من دمى لابوبو التي ساهمت وحدها بأكثر من 644 مليون دولار، وهو أمر يدق ناقوس الخطر. فكلما انتشرت لعبة جديدة، ازداد تعلق شبابنا بها، دون فهم أو رغبة في معرفة خلفية الشيء الذي يتمسك به ويشتريه بأسعار باهضة، فقط من أجل تقليد نجم أو مؤثر على الشبكات الاجتماعية.

وإن كانت اليوم لابوبو مجرد لعبة، لكنها غدًا قد تكون تطبيقًا مشبوهًا، أو عادة مدمرة، أو فكرة تهدد القيم و المعتقدات . لذا لا بد من وقفة واعية، ومراجعة شاملة لدور التعليم والإعلام والخطاب الديني في ترسيخ الهوية وحماية شبابنا من موجات التفاهة العابرة التي تأتي من خلف البحار لكنها تترك آثارًا عميقة في وجدان الأمة.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل إيران أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا