كشفت دراسة علمية حديثة، نشرت في مجلة “ نيتشر فود “، أن من بين 186 دولة حول العالم، هناك دولة واحدة فقط نجحت في توفير جميع احتياجاتها الغذائية الأساسية لشعبها بالاعتماد الكامل على إنتاجها المحلي، دون الحاجة إلى الاستيراد أو المساعدات الخارجية.
هذه الدولة هي جمهورية غيانا، البلد الصغير الواقع على الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا الجنوبية، بين البرازيل وسورينام وفنزويلا.
وقد أجرى الدراسة باحثون من جامعتي غوتنغن الألمانية وإدنبرة الاسكتلندية، مستندين إلى بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO).
واعتمد الباحثون على قدرة الدولة على إنتاج سبع مجموعات غذائية رئيسية تشمل الخضروات، الفواكه، الحبوب، اللحوم، الألبان، البقوليات، والزيوت، وفقًا لنظام التغذية Livewell وجاءت النتائج جاءت مخيبة للآمال بالنسبة لمعظم دول العالم:
حيث سجلت الدراسة 24 في المائة فقط من الدول قادرة على توفير احتياجات سكانها من الخضروات.
أكثر من ثلث الدول تفشل في تحقيق الاكتفاء في مجموعتين غذائيتين أو أكثر.
بعض الدول مثل ماكاو وقطر وأفغانستان لا تحقق الاكتفاء الذاتي في أي مجموعة غذائية.
في المقابل، تعد أوروبا قوية نسبيًا في إنتاج الألبان، بينما تظهر دول مثل الصين وفيتنام أداء جيدًا في تأمين تنوع غذائي واسع، لكنها لا تصل إلى الاكتفاء الكامل كما في حالة غيانا.
من جهتهم، حذر الخبراء من الاعتماد المفرط على الشركاء التجاريين، مؤكدين أن أي اضطراب في سلاسل التوريد العالمية، كما حدث خلال الأزمات الأخيرة قد يؤدي إلى انهيارات غذائية كارثية.
وشددوا على أهمية تعزيز الإنتاج المحلي، وتوسيع قاعدة الشراكات، والسعي لتحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي.
ورغم صغر حجم غيانا، وقلة مواردها مقارنة بكبرى دول العالم، تقدم درسًا بالغ الأهمية في السيادة الغذائية، وتثبت أن الرهان على الزراعة المحلية والتنوع الإنتاجي يمكن أن يكون مفتاحًا للبقاء في عالم يزداد اضطرابًا يومًا بعد يوم.