أكدت الجزائر على ضرورة إقامة شراكات استراتيجية مع الصين، وذلك بعد قيامها باستكشاف معمق للنماذج الصينية في الحوكمة، التنمية الصناعية، والتحول الرقمي.
وقام أعضاء البرلمان الجزائري، حسب بيان للمجلس الشعبي الوطني، في إطار تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين الجزائر وجمهورية الصين الشعبية، بزيارة إلى الصين، ضمن برنامج ثري ومتنوع يشمل محاضرات أكاديمية، زيارات ميدانية، واستكشاف معمق للنماذج الصينية في الحوكمة، التنمية الصناعية، والتحول الرقمي، إلى جانب الاطلاع على تجارب رائدة في حماية التراث وتحقيق التنمية المستدامة.
واستهل الوفد، زيارته بمحاضرات علمية بجامعة نانتشانغ، ركزت على التجربة الصينية في التنمية الشاملة، وقد تضمنت المحاضرات عرضًا حول “الوضع الوطني الصيني”، تناول التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على السياسات الإصلاحية، بالإضافة إلى محاضرة بعنوان “استراتيجية الإنترنت، وإبداع الحوكمة الصينية”، التي قدمت تصورًا متكاملاً حول توظيف الرقمنة في الإدارة العمومية وبناء المدن الذكية.
كما انتقل الوفد إلى عدد من المؤسسات الصناعية، منها شركة “جيانغشي لين إين” لإنتاج الشاي، حيث تم الاطلاع على أساليب الإنتاج المستدامة، مع بحث فرص التعاون الصناعي مع السوق الجزائرية، في حين زار الوفد مصنع “Bon Luck Bus” للحافلات الكهربائية، الذي عرض أحدث الابتكارات في مجال النقل النظيف.
وزار الوفد أيضًا، مدينة غاوآن كنموذج للتنمية المتكاملة، وشملت الزيارات مركز المواطنين كمثال ناجح للإدارة الرقمية، ومركز الحاكم القديم الذي يعكس التقاليد المحلية وإعادة توظيف التراث، والمنطقة الصناعية المتخصصة في صناعة الفلفل وتقنيات تصبيره وتسويقه، كما زار الوفد متحف الخزف الأزرق والأبيض لسلالة يوان، الذي يجسد جهود الحفاظ على التراث الحرفي والفني.
وحضر الوفد، محاضرة تناولت تطور الصين من نظام الحكم المركزي إلى قوة اقتصادية كبرى، حيث تم عرض مسار الإصلاحات الاقتصادية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتأثيرها في تعزيز الإنتاج والنمو الوطني، إضافة إلى التطرق لدور الصين في دعم حركات التحرر، ومنها الثورة الجزائرية.
وشدد الجانبان، على أهمية تعميق التعاون الثنائي في مجالات التكوين، التحول الرقمي، حماية التراث، والصناعات الثقافية، داعين إلى إقامة شراكات استراتيجية تقوم على تبادل الخبرات وفق مبدأ “رابح-رابح”، بما يخدم تطلعات البلدين نحو تنمية شاملة ومستدامة.