عمود يومي / الآن فقط
الجزائر الآن – منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم يشهد العالم تحالفاً بهذا العمق والالتحام كما هو الحال بين الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم.
فبعد الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، لم يتردد نتنياهو في الإشادة بترامب وتكرار عبارته: “القوة تصنع السلام”، في رسالة تتجاوز حدود المجاملة الدبلوماسية.
أما ترامب، فلم يُخفِ إعجابه، قائلاً إنه “شكّل فريقاً رائعاً من نتنياهو”، وكأن رئيس وزراء الكيان أصبح عضواً في الإدارة الأميركية.
هذا التناغم غير المسبوق يطرح تساؤلاً جوهرياً: هل نحن أمام كيان ودولة مستقلة، أم أمام دولة واحدة أو بتعبير أدق كيان سياسي واحد بواجهتين؟ ما يجمع واشنطن وتل أبيب اليوم يتجاوز المصالح، إلى رؤية استراتيجية تُدار من عقل واحد وتخدم مشروعاً مشتركاً لا يعترف حتى بمفاهيم السيادة التقليدية.
ويبرز سؤال مؤلم: هل تحوّل العالم العربي والإسلامي إلى مجرد متفرّج في لحظة يُعاد فيها رسم خرائط النفوذ في المنطقة؟
في زمن التحالفات العابرة للحدود، يبدو الغياب أبلغ من كل حضور.