تسريحات جماعية تطال “بي إن سبورتس” والجزيرة: تقليص واسع في الكوادر الإعلامية
شرعت مجموعة “بي إن سبورتس” وشبكة الجزيرة، ومقرّهما العاصمة القطرية الدوحة، في تنفيذ حملة تقليص وظيفي طالت العشرات من الموظفين العاملين في مختلف الأقسام، من مذيعين وصحافيين ومنتجين وفنيين، وذلك في سياق ما وصفته مصادر مطلعة بأنه “تحول مؤسساتي نحو الرقمنة وتقليل الكلفة التشغيلية “.
ووفق ما أوردته صحيفة “القدس العربي” نقلًا عن مصادر داخلية، أقدمت “بي إن سبورتس” على إنهاء خدمات نحو 200 موظف من جنسيات متعددة، شملتهم قرارات تسريح طالت الأقسام الرياضية والإخبارية والفنية، في وقت لم تصدر فيه أي بيانات رسمية من إدارة القناة حتى الآن .
ليلى سماتي ومجموعة من الأسماء البارزة خارج المشهد الإعلامي القطري
وبحسب المعطيات المتوفرة، شملت الإجراءات تقليصًا كبيرًا في الوظائف التحريرية والإنتاجية داخل القنوات الإخبارية التابعة للمجموعة، إضافة إلى مصورين وفنيين وموظفين في الاستوديوهات. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية جديدة تركز على المحتوى الرقمي المباشر، والتقليل من التقارير والمواد المصاحبة، مع توجه واضح إلى دعم النقل الحي للمباريات والفعاليات دون تحليلات تحريرية أو إنتاج مرافق .
ومن بين الأسماء البارزة التي وردت في قوائم المستغنى عنهم، الإعلامية الجزائرية ليلى سماتي، التي تُعد من الوجوه المؤسسة لقناة الجزيرة الرياضية (قبل تحولها إلى بي إن سبورتس)، والتي ساهمت في تغطية عدد من كبريات التظاهرات الرياضية عالميًا، بالإضافة إلى تقديمها برامج ووثائقيات حصدت متابعة واسعة. ولم يصدر أي تعليق رسمي من سماتي حتى اللحظة، إذ تتواجد خارج قطر، وفق المصادر، ولم يتم إخطارها شخصيًا بالقرار حتى الآن .
كما تضمنت القائمة أيضًا كلًا من مهيب بن شويخة، ومهند الجالي، ومحمد عمور، المدير السابق لقناة “بي إن” الإخبارية، وعدد آخر من الكفاءات الإعلامية التي سبق أن نشطت في المؤسسة منذ مراحل تأسيسها .
ولم تقتصر موجة التقليصات على “بي إن”، بل شملت أيضًا شبكة الجزيرة الأم، حيث جرى تسريح عدد من المذيعين والصحافيين والمنتجين، إلى جانب وظائف أخرى في أقسام البرامج والمكاتب الخارجية. وتؤكد التسريبات أن من بين البرامج التي تأثرت بهذه الإجراءات برنامج “المشاء” الذي فقد طاقمه بالكامل، بمن فيهم الإعلامي جمال العرضاوي، إلى جانب منتجين في برامج سياسية وثقافية مثل “بلا حدود” و”الجانب الآخر “.
رقمنة الإعلام أم بداية أفول المؤسسات التقليدية ؟
.
و يبدو أن هذا التوجه يعكس تحولًا جوهريًا في طريقة عمل المؤسستين، مع انتقال تدريجي من هيكل الإعلام التقليدي إلى نموذج يعتمد على المنصات الإلكترونية والتفاعل الفوري، بما يتماشى مع التحولات العالمية في صناعة المحتوى وتراجع نسب المشاهدة للقنوات الفضائية .
ورغم أن دوافع هذه الخطوة تُربط رسميًا بإعادة الهيكلة وتعزيز الكفاءة، إلا أن ما يجري يطرح تساؤلات في الأوساط الإعلامية حول مستقبل الإعلام العربي الممول من الخليج، في ظل تقلبات اقتصادية وسياسية وتغييرات جوهرية في توجهات الجمهور .