تشهد الجزائر استقرارًا في منظومتها الكهربائية ووفرة تدفعها نحو تصدير الكهرباء إلى دول الجوار، في حين تواجه بلدان مثل العراق وسوريا ولبنان والكويت، نقصَ الكهرباء، نظرًا لضعف البنية التحتية والتحديات الاقتصادية نحو توفير الوقود. للتصدير
ويصل حجم القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء في الجزائر إلى نحو 27.33 ألف ميغاواط، ومعدل الاستهلاك يوميًا 17 ألف ميغاواط، من المتوقع أن تصل إلى 17.4 إلى 17.7 ألف ميغاواط خلال ذروة الصيف الحالي.
وتصدر الجزائر الكهرباء يوميًا إلى تونس بمعدل 500 ميغاواط، وفقًا لاتفاق بين البلدين، وهذا الاتفاق تلتزم به الجزائر حتى في ذروة الاستهلاك خلال الصيف.
وتعتمد الجزائر على الغاز في توليد الكهرباء، بنسبة تقترب من 99%، حسب أحدث بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
ولم تشهد الجزائر أيّ انقطاعات مؤثّرة في الكهرباء خلال السنوات الماضية، ومن غير المتوقع حدوث ذلك، نظرًا لتوفير الوقود للمحطات، إلى جانب الصيانة المستمرة خلال الشتاء.
منن جهة أخرى، تأتي مصر في مقدمة الدول التي تشهد تحديات في قطاع الطاقة، لكنها حتى الآن ما تزال صامدة، ويؤكد المسؤولون أن البلاد لن تلجأ لتخفيف الأحمال هذا الصيف.
ورغم ذلك، فإن وزارة الكهرباء المصرية اضطرت لتخفيف الأحمال بشكل غير رسمي لمدة أسبوعين، إلى حين عودة ضخ الغاز الإسرائيلي بانتظام، وبمعدل مليار قدم مكعبة يوميًا.
وإلى جانب مصر، تواجه الكويت هي الأخرى تحديات ضخمة تتمثل في حاجة البنية التحتية لقطاع الكهرباء إلى تطوير وإعادة تأهيل، بالإضافة إلى ضرورة تدشين محطات بقدرة لا تقل عن 5 غيغاواط.
وفيما يتعلق بإنتاج الكهرباء في العراق، فالوضع الحالي يتجه من سيئ إلى أسوأ، خاصة في ذروة الاستهلاك خلال فصل الصيف.
فمن ناحية، تعاني الدولة من انخفاض إمدادات الغاز الإيراني إلى العراق لنحو 20 مليون متر مكعب مقارنة بالاتفاق على 50 مليونًا يوميًا، وأزمة أخرى تتعلق بتهالك البنية التحتية وحاجة المحطات الحالية إلى الصيانة والتجديد، وأيضًا عدم دخول اتفاق استيراد الغاز التركمانستاني حيز التنفيذ.
أما سوريا، فيتراوح حجم إنتاج الكهرباء حاليًا ما بين 2300 و2600 ميغاواط يوميًا فقط، مقارنة بمتوسط الطلب اليومي البالغ 9 آلاف ميغاواط، نتيجة تدمير البنية التحتية لهذا القطاع منذ بداية الثورة على نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد عام 2011.
وفي حالة بدء مشروع الربط الكهربائي مع تركيا، إلى جانب إمدادات الغاز التركي، فإن حجم إنتاج الكهرباء سينتعش إلى 5 آلاف ميغاواط، مع الوضع في الحسبان أن الربط الكهربائي الكامل مع تركيا (1000 ميغاواط) لن يتحقق قبل نهاية هذا الصيف.
ويتشابه وضع الإنتاج في لبنان إلى حدّ كبير مع سوريا، من حيث حجم العجز الكبير، وأيضًا اللجوء إلى تخفيف الأحمال باستمرار.
ويملك لبنان العديد من محطات الكهرباء التي يمكنها إنتاج نحو 3016.6 ميغاواط يوميًا، لكن نظرًا لعدم توافر الوقود، فإنها لا تنتج سوى 2000 ميغاواط بحدّ أقصى، مقارنة بإجمالي الطلب البالغ 5 آلاف ميغاواط يوميًا.
أما الأردن، فتبلغ القدرة المركبة لإنتاج الكهرباء في الأردن نحو 5 آلاف ميغاواط، حسب أحدث بيانات قطاع الطاقة الأردني لدى منصة الطاقة.
وبلغ أقصى حمل كهربائي في صيف العام الماضي نحو 4200 ميغاواط، مع توقعات بتسجيله نحو 4400 ميغاواط خلال ذروة صيف هذا العام، وهو الرقم نفسه المسجل خلال الشتاء الماضي، والمعروف أن الأردن يشهد شتاءً شديد البرودة، ما يرتفع معه حجم الطلب على الكهرباء، للتدفئة.