آخر الأخبار

دومينيك دو فيلبان: "روتايو ليس سوى ظل باهت لمارين لوبان"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ هاجم رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان، رئيس حزب الجمهوريين الجديد برونو روتايو، متهماً إياه بالمسؤولية المباشرة عن الانهيار الأخلاقي والسياسي الذي يشهده اليمين الفرنسي، بالإضافة إلى توتر العلاقات مع الجزائر. ووصفه بأنه لم يعد سوى ظل باهت لمارين لوبان.

لم ينتظر دو فيلبان طويلاً بعد فوز روتايو الساحق برئاسة الحزب، ليشن هجوماً عنيفاً عليه، مؤكداً أن حزب الجمهوريين، الذي كان يوماً رمزاً للجمهورية الهادئة، أصبح اليوم يتهاوى تحت قيادته. وأضاف أن روتايو لا يكاد يفرق بين نفسه وبين مارين لوبان، سواء في الخطاب أو في المواقف.

دو فيلبان، الذي يشتهر بخطابه الشهير عام 2003 أمام مجلس الأمن ضد الغزو الأمريكي للعراق، وصف حزب الجمهوريين بقيادة روتايو بأنه انحرف نحو يمين رجعي محافظ يختنق بهويته، وأنه بات يلاحق التجمع الوطني ويتماهى معه في الأفكار واللغة والأهداف.

وفي مقابلة مع إذاعة “فرانس إنفو”، عبّر دو فيلبان عن استيائه العميق من انحدار الخطاب السياسي، محذراً من انهيار العديد من الحواجز الأخلاقية والدستورية أمام أعين الجميع. وهاجم روتايو مباشرة، معتبراً أن تصريحاته تجعل من الصعب التمييز بينه وبين خطاب مارين لوبان. وأشار إلى سلسلة مواقف وعبارات خطيرة تبناها روتايو، منها استخدام مصطلحات مثل “فرنسيي الورق”، والحنين إلى “الزمن الجميل” للاستعمار، إلى جانب مواقف عدائية تجاه الهجرة وتشكيك في مؤسسات الدولة القانونية.

ورغم هذا الهجوم الشرس، لم يظهر روتايو أي تأثر، بل رد باستخفاف قائلاً: “انتقادات السيد دو فيلبان تهمني بقدر ما يهمني قميصي الأول”. إلا أن هذا الرد يعكس عمق التوتر داخل صفوف حزب الجمهوريين، خاصة مع استعادة دو فيلبان زخمه في استطلاعات الرأي، حيث يُنظر إليه كصوت معتدل وعاقل في زمن تصاعد الشعبوية اليمينية.

وفي تناقض واضح مع روتايو، يدعو دو فيلبان إلى التهدئة والحوار مع الجزائر، ويطرح مقاربة متوازنة للنزاع الفلسطيني الصهيوني، داعياً إلى وقف إطلاق النار والحفاظ على العلاقات الدولية كسبيل للتفاوض بدلاً من المواجهة.

ويرفض دو فيلبان الإفصاح حالياً عن رؤيته الاقتصادية، لكن سجله السياسي يشهد على لحظات مثيرة للجدل، أبرزها إطلاقه “عقد العمل الأول” عام 2005، والذي تسبب في انتفاضة شبابية واسعة وأجبر الرئيس جاك شيراك على التراجع، وخلق انقسامات لا تزال آثارها واضحة داخل الحزب.

داخل حزب الجمهوريين، يُعد دو فيلبان شخصية مثيرة للجدل، فقد غادر الحزب مبكراً بعد مغادرته الحكومة عام 2007، ولم يساوم في قضايا السيادة، محافظاً على موقف مستقل في وقت كثرت فيه المزايدات السياسية. والسؤال الآن: هل يشكل دو فيلبان تهديداً حقيقياً لبرونو روتايو الذي يسعى لترسيخ موقعه كمرشح محتمل في انتخابات 2027؟ أم أن ريتايو سيواصل طريقه متجاهلاً “أشباح الجمهورية” كما يصفهم أنصاره؟

المؤكد أن صوت دو فيلبان القادم من الماضي هذه المرة ليس مجرد همس، بل إنذار شديد اللهجة لمستقبل اليمين الفرنسي، حسب خبراء الشأن الدولي.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا