آخر الأخبار

كنوز تحت الأرض: 5 مناجم جزائرية تعيد رسم خريطة الاقتصاد الوطني

شارك
بواسطة كريم معمري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: كريم معمري

الجزائرالٱن _ في الوقت الذي تتجه فيه الجزائر بكل عزم إلى بناء اقتصاد متنوّع ومستقل عن عائدات المحروقات، تبرز الثروات المنجمية كأحد أهم أعمدة التحول الاستراتيجي الجديد. ومن بين هذه الموارد، تتصدر خمسة مناجم كبرى المشهد، باعتبارها مشروعات مفصلية تراهن عليها الدولة لإحداث نقلة نوعية في بنية الاقتصاد الوطني وخلق آلاف مناصب الشغل.

وتعكس هذه الخطوة إرادة سياسية واضحة، ترجمتها توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بوضع الثروات المنجمية في صلب السياسة الاقتصادية الوطنية، والاستفادة من الإمكانات الهائلة التي كانت مستبعدة أو غير مستغلة لعقود، حيث لم تكن نسبة الاستغلال تتجاوز 10%.

وتستند المعلومات التفصيلية حول هذه المشاريع، وفقًا لما أورده تقرير حديث نشرته منصة “الطاقة” المتخصصة في شؤون الطاقة والمناجم، إلى بيانات رسمية وتحاليل ميدانية تُبرز الأهمية المتزايدة لهذا القطاع في الاستراتيجية التنموية للبلاد.

منجم غار جبيلات.. عملاق الحديد الذي انتظر 70 سنة

يقع في أقصى الجنوب الغربي للبلاد، ويُعدّ من أكبر مناجم الحديد في العالم باحتياطي يفوق 3.5 مليار طن، منها نصف الكمية قابلة للاستغلال المباشر. رغم اكتشافه سنة 1952، لم يُشرع في استغلاله إلا سنة 2022، ضمن شراكة جزائرية–صينية يشرف عليها مجمع “فيرال” وائتلاف “سي إم إتش” الصيني.

من المنتظر أن يرتفع إنتاجه من 3 ملايين طن سنويًا إلى 50 مليون طن بحلول 2026، بعد استكمال مشروع السكة الحديدية نحو بشار، ما يجعله مشروعًا استراتيجيًا بامتياز.

منجم جبل عنق.. عملاق الفوسفات بشرق البلاد

يمتد هذا المشروع على ولايات تبسة، سوق أهراس، سكيكدة وعنابة، ويُعتبر المحور الرئيس لمشروع الفوسفات المدمج، باحتياطي يناهز 2.8 مليار طن.

يهدف المشروع إلى إنتاج 10 ملايين طن من الخام و6 ملايين من المركزات، و4 ملايين طن من الأسمدة.

بقيمة استثمارية تُقدّر بـ7 مليارات دولار، يُمثّل المشروع نموذجًا ناجحًا للشراكة مع الصين (ووهان ويونان)، ويُرتقب أن يكون محرّكًا لصناعة الأسمدة في الجزائر.

منجم تالة حمزة.. الزنك والرصاص من قلب بجاية

يعد من أكبر مناجم الزنك في إفريقيا والعالم، ويقع في ولاية بجاية بمنطقة وادي أميزور، باحتياطي يتجاوز 34 مليون طن.

أُطلق المشروع نهاية 2023 في إطار شراكة جزائرية–أسترالية بقيمة 400 مليون دولار، ويُنتظر دخوله حيز الإنتاج في صيف 2026 بإنتاج سنوي يصل إلى 170 ألف طن من الزنك و30 ألف طن من الرصاص، مع احترام صارم للمعايير البيئية.

منجم أمسمسا.. ذهب الهقار في واجهة الاستغلال

يقع في منطقة إن قزام قرب الحدود مع النيجر، ويُعتبر منجم أمسمسا أبرز مناجم الذهب في الجزائر، باحتياطات تُقدّر بـ3.38 مليون طن وودائع تُقدّر بـ70 طنًا من الذهب الخالص.

المشروع يُدار من طرف شركة “جي إم أيه ريسورس”، ويمثل نموذجًا للاستغلال المنجمي في عمق الجنوب الجزائري، حيث تتوفر المنطقة على ثروات دفينة لم تُكتشف بعد.

جبل رقان.. احتمال تحوّله إلى منجم ألماس يثير الاهتمام

رغم أنه ما يزال في مرحلة الاستكشاف، إلا أن الدراسات الجيولوجية تشير إلى إمكانية وجود كميات معتبرة من الألماس بمنطقة جبل رقان في ولاية أدرار.

عمليات التنقيب متواصلة، وإذا تأكدت التقديرات الأولية، فقد يتحول الموقع إلى أحد أهم المناجم على مستوى القارة الإفريقية.

نحو جزائر منجمية جديدة

هذه المشروعات الخمسة ليست سوى بداية لما تسميه السلطات الجزائرية “الانبعاث المنجمي”، بعد عقود من التهميش والاكتفاء بعائدات النفط والغاز.

اليوم، تتجه الجزائر إلى رسم معالم اقتصاد وطني قائم على القيمة المضافة والتصنيع واستغلال كامل إمكانياتها الطبيعية، في مسعى لاستعادة السيادة الاقتصادية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية بثقة وثبات.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا