آخر الأخبار

ستورا يحمل ماكرون مسؤولية الأزمة مع الجزائر ويحذر من تحويلها إلى ورقة انتخابية

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في ظل التوتر الحاد الذي يخيّم على العلاقات الجزائرية الفرنسية، وجّه المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا انتقادات لاذعة للرئيس إيمانويل ماكرون، محمّلاً إياه مسؤولية تفجير الأزمة غير المسبوقة بين البلدين، نتيجة ما وصفه بـ”الانحراف السياسي” في مقاربة قضايا حساسة، وعلى رأسها ملف الصحراء الغربية.

وفي حوار مع صحيفة “لوموند”، أكد ستورا أن قرار ماكرون بالاصطفاف وراء المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي، خلخل التوازن التقليدي في الموقف الفرنسي، وساهم في توسيع الهوّة بين الجزائر وباريس، معتبرًا أن تجاهل فتح قنوات حوار مبكر مع الجزائر ترك العلاقات تغرق في “ضبابية قاتمة”.

التاريخ ليس مجرد رمزية.. بل بوابة لإعادة الثقة

ورغم تأكيده على أن العمل على ملف الذاكرة ليس كافيًا بمفرده لحل الأزمة، شدّد ستورا على أن الاشتغال الجدي على تاريخ الاستعمار، خصوصًا ما أسماه بـ”فظائع القرن التاسع عشر” المرتكبة بين 1830 و1880، قد يكون بمثابة مدخل ضروري لإعادة بناء الثقة بين البلدين. واعتبر أن الاعتراف الرسمي بتلك الجرائم وإطلاق مبادرات شجاعة على هذا المستوى يمكن أن تمهّد لاستئناف الحوار السياسي.

لا قطيعة دبلوماسية.. ولكن التوتر غير مسبوق

استبعد المؤرخ الفرنسي فكرة القطيعة الدبلوماسية الكاملة، مثل إغلاق السفارات أو قطع العلاقات بشكل كلاسيكي، نظرًا للتشابك العميق بين الشعبين على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، لكنه في المقابل وصف الأزمة الحالية بأنها “الأشد تعقيدًا منذ استقلال الجزائر سنة 1962”.

الجزائر على خط النار الانتخابي في باريس

في مفارقة تعكس عمق الأزمة، كشف ستورا أن الجزائر لم تعد فقط موضوع نزاع سياسي، بل تحوّلت إلى ورقة انتخابية رئيسية في الساحة الفرنسية، مشيرًا إلى تصاعد الخطاب المعادي لها ضمن الحملات الانتخابية.

وأعطى مثالًا بما قام به وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، الذي بنى جزءًا كبيرًا من حملته لرئاسة حزب “الجمهوريين” على مهاجمة الجزائر والمطالبة بتبني “تعامل أكثر صرامة” معها، وهي المقاربة التي ضمنت له دعمًا واسعًا داخل أوساط اليمين الفرنسي.

مرحلة حرجة تتطلب شجاعة سياسية

وختم ستورا حديثه بالتحذير من استمرار هذا التصعيد، داعيًا إلى تحكيم العقل وتبنّي خطوات سياسية متدرجة، تقوم على الواقعية لا الشعارات، وعلى الإرادة لا المناورة. واعتبر أن تجاوز الأزمة الحالية مرهون بقرارات سياسية شجاعة من قادة البلدين، خصوصًا في باريس، حيث أضحت العلاقة مع الجزائر رهينة لحسابات انتخابية داخلية، بدل أن تُبنى على احترام التاريخ المشترك والمصالح المتبادلة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا