الجزائرالٱن _ أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، خلال لقائه بنظيره الإيراني محمد باقر قاليباف، على أهمية تعزيز العمل المشترك بين الجزائر وإيران، في ظل التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، مشددًا على أن أواصر التاريخ والمواقف تجعل من التعاون الثنائي أمرًا طبيعيًا، لا سيما في ظل ما يجمع البلدين من هواجس ومبادئ مشتركة، في مقدمتها الانتصار للقضية الفلسطينية ورفض التطبيع.
اللقاء الذي عُقد على هامش مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، شكّل مناسبة لتجديد الجزائر تمسكها بمواقفها الثابتة، ورفضها القاطع لأي مسار يهدف إلى شرعنة الاحتلال أو تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني، حيث شدد بوغالي على أن بعض الدول، التي اختارت التطبيع مع الكيان الصهيوني، لم تحقّق بذلك مصالحها، بل سمحت لهذا الكيان بمواصلة جرائمه في حق الأبرياء، وهو ما يعكس خطر هذا التوجه على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي تعليقه على الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، نبه بوغالي إلى أن الترحيل القسري ونقص الدواء والغذاء باتا يشكلان مأساة حقيقية، تستوجب تحركًا أكثر حزمًا من الدول الإسلامية داخل المحافل الدولية، من أجل فرض احترام القانون الدولي، وإنصاف الفلسطينيين الذين يُسلب منهم حق الحياة في وضح النهار، وسط صمت عالمي غير مبرر.
من جهته، ثمّن رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، الموقف الجزائري الداعم لفلسطين، مؤكدًا أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية من جرائم وانتهاكات صارخة يدعو الجميع إلى التماسك والوقوف الموحد إلى جانب شعب يتعرض للظلم كل يوم. وعبّر قاليباف عن أسفه لانقسام المواقف الإسلامية إزاء فلسطين، متهماً بعض الدول بأنها لم تكتفِ بالتخلي عن دعم الفلسطينيين، بل ذهبت حدّ تقديم الدعم للكيان الصهيوني، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى كل أشكال المؤازرة السياسية والإنسانية.
وفي هذا السياق، دعا قاليباف إلى تفعيل الدبلوماسية البرلمانية كآلية لتعزيز التنسيق وتوحيد المواقف، واقترح توسيع التعاون بين الجزائر وإيران لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبرًا أن العمل البرلماني المشترك يمكن أن يسهم في رفع الصوت الفلسطيني داخل المنتديات الدولية.
كما عبّر المسؤول الإيراني عن استعداد بلاده لتطوير التعاون الاقتصادي مع الجزائر، لا سيما في قطاعات الصناعة، النقل، الصحة، والشركات المعرفية، وهي مجالات رحّب بها الجانب الجزائري، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن تعزيز الشراكات لا ينفصل عن الدفاع المشترك عن قضايا الأمة.
اللقاء أكد مرة أخرى أن الجزائر، التي ترفض الاصطفاف خلف الأجندات العابرة، تواصل تمسكها بالمبادئ، وتضع القضية الفلسطينية في قلب أولوياتها، سواء على المستوى الثنائي أو داخل الأطر البرلمانية والمنظمات الإقليمية، في وقت انزلقت فيه بعض العواصم نحو مواقف لا تنتمي إلى وجدان الأمة ولا تعكس آلام شعوبها.