في ظل اقتراب موسم العطلة الصيفية وارتفاع الضغط على القنصليات الجزائرية بالخارج، خاصة في فرنسا، طرح البرلماني النائب عن الجالية الجزائرية في الخارج عبد الوهاب يعقوبي مبادرة جريئة تهدف إلى تسهيل عودة أفراد الجالية إلى الوطن، رغم امتلاكهم جوازات سفر جزائرية منتهية الصلاحية.
وفي منشور له عبر صفحته على موقع فيسبوك، دعا يعقوبي إلى اعتماد إجراء استثنائي يسمح للجزائريين المقيمين بالخارج بالدخول إلى البلاد باستخدام جواز سفر بيومتري منتهي منذ أقل من خمس سنوات.
ويأتي هذا المقترح كرد مباشر على الطوابير الطويلة ومواعيد الانتظار المرهقة التي تعيشها القنصليات، والتي قد تصل إلى أشهر لتجديد الوثائق.
ووصف البرلماني، اقتراحه بالواقعي والضروري لتفادي حرمان آلاف الجزائريين من زيارة وطنهم بسبب مسألة إدارية بحتة، مشيرًا إلى أن الكثير من أفراد الجالية ، خاصة مزدوجي الجنسية، يملكون جوازات سفر أجنبية صالحة لكنهم يفضلون الدخول إلى الجزائر بوثائقهم الوطنية، حتى وإن كانت منتهية.
وفي خطوة مكملة، اقترح يعقوبي تمكين المواطنين الجزائريين المقيمين بالخارج من تجديد جوازاتهم داخل البلديات التي ينحدرون منها داخل التراب الوطني، عبر آلية استثنائية مؤقتة، ما من شأنه تقليص الضغط على القنصليات وتسهيل الإجراءات الإدارية.
ولم يغفل النائب جانبًا آخر من معاناة الجالية، إذ أعاد التذكير بضرورة تنفيذ تعليمات، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، المتعلقة بمنح جوازات السفر لجميع الجزائريين، بمن فيهم أولئك الموجودون في وضعية غير نظامية بالخارج، معتبرًا أن حرمانهم من هذا الحق يمثل قطيعة غير مبررة مع وطنهم.
كما وجه يعقوبي سهام النقد نحو أسعار تذاكر السفر الباهظة خلال المواسم، والتي تشكل عبئًا إضافيًا يمنع الكثير من العائلات من زيارة الجزائر، مطالبًا بتدخل السلطات لإيجاد حلول تقلل من التكاليف وتعيد مد جسور التواصل بين الوطن وأبنائه في الخارج.
وتعكس المقترحات المطروحة وعيًا متزايدًا بضرورة إعادة النظر في علاقة الدولة بجاليتها، عبر تسهيلات واقعية تقوي الروابط وتكفل حقوقًا أساسية، على رأسها الحق في العودة إلى الوطن.