آخر الأخبار

أحمد الشرع ينسف الأكاذيب ويشكر الجزائر على دعمها للشعب السوري

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ في خطوة تعكس الاعتراف السوري الصريح بالدور الذي لعبته الجزائر في دعم الشعب السوري طيلة سنوات الأزمة، وجّه الرئيس أحمد الشرع رسالة شكر لعدد من الدول التي ساندت بلاده، واضعًا الجزائر في صدارة قائمة الشكر والامتنان.

هذا التنويه من أعلى مستوى في الدولة السورية لم يكن مجرد عبارة بروتوكولية، بل حمل في طياته دلالة سياسية واضحة، خاصة في ظل الأكاذيب التي روّجت سابقًا عن تورط الجزائر في الملف السوري بطريقة مشبوهة، من بينها مزاعم مغرضة تحدثت عن “القبض على جنود جزائريين” ضمن صفوف النظام السابق، وهي ادعاءات ثبت لاحقًا زيفها، وكانت تهدف فقط إلى تشويه الموقف الجزائري الثابت والمبدئي من الأزمة.

لقد ظلت الجزائر، منذ اندلاع الأحداث في سوريا، متمسكة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، داعية إلى حل سياسي يضمن وحدة سوريا وسلامة مؤسساتها، رافضة الاصطفاف وراء أي محور إقليمي أو دولي، وممتنعة عن الانخراط في أية مغامرات عسكرية أو تمويل حركات مسلحة. هذا النهج الذي لم يكن دائمًا مفهومًا في وقته، تحوّل اليوم إلى مرجعية يُشاد بها، وها هو الرئيس السوري يقرّ به علنًا، في وقت بدأت فيه ملامح انفراج سياسي ودبلوماسي تظهر على الساحة الإقليمية.

إن شكر الشرع للجزائر يكتسي أهمية مضاعفة، لا فقط لأنه جاء في سياق تحول سياسي كبير تعيشه سوريا بعد القرار الأمريكي المفاجئ برفع العقوبات، بل لأنه أيضًا يمثل اعترافًا صريحًا بأن الجزائر كانت على الدوام في صف الشعوب، لا الأنظمة ولا المحاور.

وإذا عدنا إلى الأرشيف الدبلوماسي، نجد أن الجزائر دعت في كل المحافل الدولية إلى احترام سيادة سوريا ورفضت استخدام أراضيها لأي عمليات معادية، بل سعت في الخفاء إلى لعب أدوار وساطة وجمع الكلمة بدل إذكاء الفتنة.

وفي الوقت الذي كان فيه البعض يطلق الشائعات ويبني الروايات على أوهام، ظلت الجزائر صامتة، تراقب بحكمة وتتصرف بثقة، رافضة الدخول في مهاترات إعلامية أو ردود فعل متشنجة، لأنها تدرك أن الزمن كفيل بكشف الحقيقة. وها هي الحقيقة تظهر اليوم من فم الرئيس السوري نفسه، لتسقط كل حملات التشويه السابقة، وتُسجل نقطة جديدة لصالح الدبلوماسية الجزائرية الهادئة والثابتة.

الرسالة التي حملها خطاب الشرع ليست فقط موجهة إلى الداخل السوري أو الشارع العربي، بل هي أيضًا موجهة إلى كل من حاول التشكيك في مواقف الجزائر أو التقليل من وزنها في الملفات الكبرى. إنها لحظة اعتراف لا تُشترى ولا تُصنع في غرف الأخبار، بل تُنتزع بالثبات على المبادئ والوقوف مع الحق، دون ضجيج.

ومع دخول سوريا مرحلة جديدة من الاستقرار والانفتاح، كما أعلن الشرع نفسه، فإن الجزائر تبقى من الدول القليلة التي يمكن لدمشق أن تعوّل عليها في إعادة البناء السياسي والدبلوماسي، لأنها لم تتورط في الخراب، بل بقيت وفية لخطها السيادي، الرافض لتحويل الأزمات إلى فرص للمساومة.

في النهاية، يأتي شكر الرئيس السوري للجزائر كصفعة مدوية في وجه أولئك الذين حاولوا عبثًا تلويث سمعتها، ويؤكد أن العمل النظيف، حتى وإن تأخر الاعتراف به، لا يضيع سدى، وأن الجزائر، كعادتها، تفضّل أن تصنع الفرق من موقع الظل، تاركة للآخرين صخب الأضواء وسرعة السقوط.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا