آخر الأخبار

السفير السعودي في الجزائر: "علاقاتنا بالجزائر تاريخية.. ونستعد لنقلة نوعية في مجال التعاون"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ أكد سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر، عبد الله بن ناصر البصيري، أن العلاقات بين الجزائر والسعودية متينة وتاريخية، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية في مستوى التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وذلك في إطار حرص قيادتي البلدين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

وفي حوار خص به جريدة “الخبر” الجزائرية، استعرض السفير البصيري أبرز المحطات التاريخية التي ميّزت العلاقات الثنائية، وتحدث عن آفاق التعاون الاقتصادي، وتفاصيل المشاريع المشتركة، إلى جانب التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، والتسهيلات المقدمة للحجاج الجزائريين هذا العام.

وقال السفير البصيري إن العلاقات بين الجزائر والسعودية راسخة وضاربة في عمق التاريخ، مذكّرا بالمواقف الثابتة للمملكة من ثورة التحرير الجزائرية، حيث تولى الملك سلمان بن عبد العزيز، وكان حينها أميرا للرياض، الإشراف على صندوق دعم الثورة الجزائرية. كما حمل الملك سعود، رحمه الله، علم الجزائر في الأمم المتحدة عام 1957 دعما لقضيتها، وكان أول متبرع شخصي للثورة.

وأضاف أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى المملكة في فيفري 2020، والتي كانت أول زيارة خارجية له بعد توليه الرئاسة، عكست عمق العلاقات بين القيادتين، وقد تبعتها لقاءات وزيارات مكثفة ساهمت في تعزيز التنسيق والتعاون.

توسيع آفاق التعاون الثنائي

أوضح السفير أن هناك إرادة قوية لدى قيادتي البلدين، ممثلة في الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس عبد المجيد تبون، من أجل توطيد العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن تأسيس مجلس أعلى للتنسيق الثنائي يُعد إحدى الآليات الهامة لتأطير هذا التعاون.

وأشار إلى أن التنسيق السياسي بين البلدين يتم على أعلى مستوى، في ظل تطابق المواقف تجاه القضايا العربية والإسلامية، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فضلا عن التنسيق داخل منظمة “أوبك” في المجال الاقتصادي.

الطموح نحو شراكة اقتصادية استراتيجية

وبخصوص العلاقات الاقتصادية، ذكر السفير البصيري أن حجم التبادل التجاري بلغ قرابة مليار دولار، وهو رقم لا يعكس الإمكانيات المتاحة، مؤكدا وجود طموح مشترك لرفعه إلى مستويات أعلى.

وتحدث عن منتدى الأعمال الجزائري السعودي الذي انعقد مؤخرا بالجزائر، بعد النسخة التي نُظّمت بالرياض في سبتمبر 2024، وأسفر عن توقيع خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات متنوعة. كما أشار إلى فتح خط جوي جديد لشحن البضائع بين البلدين، وتوقيع عقود تصدير لمنتجات جزائرية إلى السوق السعودية.

رؤية 2030.. فرصة للشركات الجزائرية

دعا السفير الشركات الجزائرية إلى اغتنام الفرص المتاحة ضمن رؤية السعودية 2030، والمشاركة في المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها المملكة، مؤكدا أن السعودية ترحب بالشركات الجزائرية وتسعى إلى تعزيز شراكاتها معها.

الجزائر شريك أساسي في القضايا الإقليمية

وفيما يتعلق بالدور الجزائري، قال السفير إن الجزائر بلد محوري في العالمين العربي والإسلامي، وتنسق مع المملكة بشأن العديد من الملفات السياسية، على غرار الأزمة الفلسطينية، مبادرة السلام العربية، وأزمات المنطقة.

ولفت إلى دعم المملكة لترشح الجزائر لمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي (2024-2025)، انطلاقا من ثقتها في دور الجزائر ومساعيها في الدفاع عن القضايا العربية، وعلى رأسها فلسطين.

كما ثمّن السفير موقف الجزائر من التصريحات المسيئة التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني ضد المملكة، حيث عبّرت الجزائر بوضوح عن رفضها لأي محاولة للمساس بسيادة السعودية أو التشكيك في مواقفها الثابتة.

مكافحة الهجرة والإرهاب.. تنسيق متواصل

وفي معرض حديثه عن التنسيق الأمني، أشار السفير إلى انعقاد منتدى علمي حول الهجرة بالجزائر العاصمة، بشراكة مع وزارة الداخلية وجامعة نايف والمنظمة الدولية للهجرة، حيث ناقش المشاركون سبل التصدي للهجرة غير النظامية والإرهاب، وأنتج المنتدى توصيات هامة ستُعرض على الهيئات المختصة لاعتمادها.

دعم متواصل في مجالات التعليم والثقافة

أما على الصعيد الثقافي والعلمي، فقد أكد السفير أن المملكة توفر سنويا منحًا دراسية للطلبة الجزائريين، ويبلغ عدد المسجلين حاليا في الجامعات السعودية 205 طلاب، من بينهم 32 في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.

وكشف عن وجود رغبة في توقيع مذكرات تفاهم جديدة بين وزارتي التعليم العالي في البلدين، داعيا الطلبة الجزائريين للاستفادة من المنظومة التعليمية السعودية.

تسهيلات كبيرة للحجاج الجزائريين

وفيما يخص موسم الحج، أكد السفير أن المملكة عملت على توفير أفضل الظروف لحجاج بيت الله الحرام، من خلال تطوير الخدمات والبنية التحتية، وتوفير رعاية صحية عالية المستوى، مشيرا إلى تشغيل 183 منشأة صحية و7700 رحلة جوية، إضافة إلى آلاف الحافلات وقطارات المشاعر.

كما تم إطلاق تطبيق “نسك” لتسهيل إجراءات الحجاج، حيث يوفر أكثر من 100 خدمة، تشمل الحجوزات والتنقلات والخدمات الطبية والإرشاد الديني، وذلك في إطار برنامج “ضيوف الرحمن” الذي يدخل ضمن رؤية السعودية 2030.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا