آخر الأخبار

رحيل جراح جزائري غير مسار طب النساء والتوليد

شارك

انتقل إلى رحمة الله تعالى، إثر حادث مرور أليم، أحد أقوى أطباء الجزائر في صمت موجع، تاركًا خلفه حزنًا كبيرًا بين أقرانه ومرضاه، إنه الدكتور فلاوين سفيان، الجراح المتخصص في أمراض النساء والتوليد، غادرنا بعد أن كتب سيرته بعرق وتضحية وصمت، في مصلحة التوليد بمستشفى سطيف، حيث اختار أن يكون مع الفقيرات والنساء المهمشات بدل أن يتجه للراحة والربح السهل في العيادات الخاصة.

لم يكن المرحوم ، مثلما أجمع عليه زملاءه ومريضاته، طبيبًا عاديًا. لا سيما وإنه كان أول من طبق التقنية الجراحية الحديثة لمعالجة المشيمة الملتصقة Placenta Accreta في الجزائر، والثاني في العالم.

استخدمها في البداية مخاطرًا بحياته وبمهنته، في وقت لم تكن التقنية معترف بها رسميًا. حيث فعلها بدافع نبيل وهو إنقاذ الأمهات من موت محقق، رافضًا أن يقف مكتوف اليدين أمام عجز البروتوكولات المعالجة لهذه الحالة الدقيقة.

وتصفه من جهتها إحدى زميلاته على حسابها بموقع فيسبوك وهي الطبيبة، أشواق العايب، بأنه منقذ حقيقي، يبيت أحيانًا في المستشفى، ينسى أكله وراحته، يتدخل في أقسى اللحظات، لا يساوم على حياة المرضى.

عرف عنه تواضعه الشديد ورفضه استغلال حاجة الفقراء. قالها يومًا: “أنا نقدر نخدم برا ونربح، لكن ما نقدرش ناخذ دراهم من مريض ما عندوش” تقول الطبيبة. كان بإمكانه الاستقرار في العاصمة، حيث تقيم أسرته، لكنه اختار التنقل اليومي إلى سطيف، وهي الرحلة التي أودت بحياته في النهاية.

وقد قلبت وفاته مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، حيث شارك مئات الأطباء، المرضى، وكل من عرفه، قصصًا مؤثرة عن تضحياته. والجميع أجمع على أن فلاوين سفيان لم يكن فقط طبيبًا، كان روحًا سامية، مثالًا نادرًا لنكران الذات. لقد كان بالفعل، كما قال أحدهم، أكبر من الإنسان.. كان بالمختصر طبيبًا بما تحمله الصفة في كل معانيها.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا