في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
خطف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الأنظار مرة أخرى من خلال خط يده الذي أثار إعجاب المتابعين والصحافة الدولية، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا من الكلمة التي دونها الرئيس تبون في السجل الشرفي للزوار بسلوفينيا وقبلها بسلطنة عُمان.
وتحولت كلماته التي سطرها بخط ديواني مهيب إلى مادة للثناء والإشادة، لما تحمله من جمال بصري وأناقة نادرة في زمن أصبحت فيه الكتابة اليدوية فنًا منسيًا.
وقد أعاد الرئيس تبون، بخطه الدقيق والمتقن، إلى الواجهة فنًا عريقًا لطالما ارتبط بالهيبة والسلطة والجمال. حيث برز الخط الديواني الذي استعمله كعنصر قوة وجاذبية في دفاتر الشرف الرسمية، يحمل في طيّاته رسالة غير مباشرة عن شخصية تملك ذوقًا رفيعًا وارتباطًا أصيلًا بالهوية الثقافية والحضارية.
والجدير بالذكر أنه ليس من السهل إجادة الخط الديواني، فهو خط معقد في بنيته، غني في زخرفته، ويعرف بمرونته وأناقة امتداداته وحركاته التي تتراقص على الورق بانسيابية مدهشة. استخدم هذا الخط منذ القدم في المراسلات السلطانية والقرارات العليا، نظرًا لما يمنحه من وقار وهيبة للنصوص، وما يتطلبه من مهارة عالية في التحكم بالقلم والمسافات والزوايا.
أن يتقن رئيس دولة هذا الفن، فذلك ليس مجرد صدفة أو مهارة عابرة، بل هو انعكاس لثقافة راسخة واهتمام بجماليات اللغة ومظاهر السيادة. والرئيس الجزائري، بدا كأنه يرسم لوحة فنية على صفحات البروتوكول، وظهر جليًا بأن القلم جزء من شخصيته التي تجمع بين الصرامة والذوق، بين الجدية والوعي الجمالي.
المشهد تجاوز التوقيع ليتحول إلى علامة فارقة، تتحدث عنه اليوم كل مواقع التواصل الاجتماعي ومجالس المتابعين والإعلام.
وليس من باب الإطراء العابر، بل إعجابًا حقيقيًا بما حمله هذا الخط من رسائل ضمنية، أن الجمال لا ينفصل عن السلطة، وأن الزعيم الحقيقي لا يهمل التفاصيل التي تعبر عن عمق انتمائه وثقافته.
وبهذا التميز، يضع الرئيس تبون بصمته الخاصة، لا فقط في السياسة، بل في تفاصيل المشهد العام، مثبتًا بأن الجزائر كانت وستبقى أرض الإبداع والذوق، حتى في توقيعات قادتها.