في خطوة أثارت جدلًا واسعًا وتكشف مجددًا عن انحراف مؤسسات الدولة الفرنسية نحو استهداف ممنهج لكل ما له صلة بالإسلام، أقدمت السلطات في محافظة “هوت دو سين” على إغلاق “معهد ليسين” الواقع في مدينة كولومب، والذي يقدم دروسًا في اللغات، بذريعة “الاشتباه في ميول دينية متطرفة”، ولاحتوائه على رموز إسلامية، مثل سجادات الصلاة.
ورغم أن المعهد لا يخرج عن إطار التعليم الخاص للغات، حسب توضيح لموقع europe1 فقد سعت الجهات الرسمية إلى استغلال بعض الحجج الإدارية والفنية لتبرير قرار الإغلاق، حيث تحدثت عن “مشكلات أمنية” مثل أبواب مخارج مغلقة أو نقص في عدد طفايات الحريق.
إلا أن الصحافة الفرنسية فضحت المستور وقالت بأن السلطات أقدمت على هذه الخطوة الجائرة، من منطلق وجود سجادات صلاة ورسومات بلا ملامح بشرية، في ما تم وصفه “رموزًا سلفية أو وهابية”.
هذا الخطاب المسموم الذي بات يتكرر في وسائل الإعلام ويستخدم ذريعة لقمع المسلمين في فرنسا، يكشف عن عقلية أمنية لا ترى في الإسلام سوى تهديد يجب تطويقه، حتى لو كان ذلك عبر ملاحقة معاهد تعليم لغات أو مصادرة حريات مدنية مشروعة.
ولم يكن الإسلام في فرنسا يومًا خطرًا على الدولة، بل هو جزء من نسيجها الاجتماعي والثقافي، والآلاف من أبناء الجالية المسلمة يساهمون يوميًا في بناء المجتمع الفرنسي.
أما ما تقوم به بعض المؤسسات الرسمية من تضييق وشيطنة، فلن يؤدي سوى إلى خلق فجوات أعمق وزرع الكراهية بدل الحوار.
إلى ذلك شهدت الأحد العاصمة باريس تظاهر آلاف المسلمين وغير المسلمين في ساحة الباستيل بالعاصمة، ضد محاربة الإسلام في فرنسا وجوب أن تكون محاربة الإسلاموفوبيا في قلب أي سياسة مناهضة للعنصرية تنتهجها الدولة، وأي مجهود مناهض لما وصفه المتظاهرون بالمد الفاشي الذي يجتاح فرنسا والدول الأوروبية.
المصدر:
الإخبارية