الجزائرالٱن _ تصاعدت موجة العنف في شمال شرقي نيجيريا بشكل لافت، وسط عودة لافتة لتحركات الجماعات الإرهابية وعلى رأسها فرع “داعش – ولاية غرب إفريقيا”، الذي كثّف هجماته خلال الأسابيع الأخيرة، في مشهد يعيد إلى الأذهان سنوات الفوضى والانفلات الأمني.
وفي آخر التطورات الدامية، استهدفت مجموعة مسلحة قاعدة عسكرية في بلدة “بوني جاري” بولاية يوبي، حيث أكدت مصادر عسكرية محلية سقوط ما لا يقل عن 11 جنديًا في هجوم مباغت نفذته عناصر التنظيم، استخدمت فيه شاحنات مزودة برشاشات ثقيلة وقاذفات صواريخ. الهجوم خلّف دمارًا واسعًا، إذ جرى إحراق القاعدة بالكامل بعد معركة استمرت لساعات.
وتزامن هذا الاعتداء مع عملية دموية أخرى وقعت في ولاية بورنو المجاورة، حين هاجم مسلحون جنازة في إحدى قرى شيبوك، وفتحوا النار عشوائيًا على المشيعين، ما أدى إلى مقتل 15 شخصًا على الأقل. السكان المحليون وصفوا الهجوم بأنه “مجزرة مفتوحة”، نفذها مقاتلون قدموا على متن دراجات نارية وواصلوا ملاحقة الأهالي داخل الأدغال.
الاعتداءات المتكررة على المدنيين والعسكريين على حد سواء، تشير إلى تحوّل استراتيجي في نشاط الجماعات الإرهابية، التي أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيّرة والعبوات الناسفة المزروعة على الطرق الرئيسية، في ظل ما يعتبره مراقبون “تراخيًا ميدانيًا” في صفوف الجيش النيجيري.
وحذر حاكم ولاية بورنو، باباجانا زولوم، من خطورة تمدد نفوذ “داعش – ولاية غرب إفريقيا”، مؤكدًا أن الجماعة تسيطر على مساحات متزايدة من الأراضي مستفيدة من تراجع الصراع مع غريمتها “بوكو حرام”، ما يفتح المجال أمام توحيد الجهود الإرهابية وتكثيف الضغط على الدولة.
وبحسب تقارير أمنية مستقلة، فإن التنظيم حصل مؤخرًا على دعم تقني ولوجستي يُعتقد أنه جاء عبر شبكات تمويل عابرة للحدود، ما يفسر استخدامه للطائرات المسيّرة في تنفيذ هجمات على قواعد عسكرية، كان أبرزها تلك التي استهدفت موقعًا قرب حدود الكاميرون، وأسفرت عن سقوط عدد من الجنود.
من جانبهم، يشير محللون إلى أن ما يجري في شمال شرق نيجيريا قد يشكل نواة تصعيد إقليمي أوسع إذا لم تتم السيطرة عليه سريعًا، خصوصًا مع وجود مناطق رخوة حدودية تربط البلاد بدول تعاني من هشاشة أمنية مماثلة مثل النيجر وتشاد.
وفي ظل هذا التصعيد، تلوح نيجيريا مجددًا في صدارة خارطة التهديدات الإرهابية في القارة، وسط تساؤلات متزايدة حول قدرة الجيش على الصمود، وحول مدى نجاعة الدعم الدولي الذي ظلّ يكتفي بالبيانات دون تأثير فعلي على الأرض.