آخر الأخبار

الجزائر في صدارة الدول العربية المصدّرة للهيدروجين

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ برزت الجزائر ضمن قائمة خمس دول عربية تخطّط بجدية لتصدير الهيدروجين، بحسب ما كشفه الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك)، المهندس جمال عيسى اللوغاني، في تصريحات حديثة لمنصة “الطاقة”. ويأتي ذلك في ظلّ توجّه عربي متصاعد نحو اقتحام سوق الطاقة النظيفة، لا سيّما بعد إعلان سلطنة عمان عن مشروع أول ممر عالمي لتصدير الهيدروجين المسال.

وأكد اللوغاني أن عدّة دول عربية تدرس إمكانيات مختلفة لنقل الهيدروجين، سواء عن طريق خطوط الأنابيب أو باستخدام الناقلات، وذلك تماشيًا مع خصائص الأسواق المستهدفة والمسافات الفاصلة عنها، فضلًا عن الإمكانات والبُنى التحتية المتاحة لديها، كالموانئ وشبكات الغاز والنفط.

وتنوّعت الخيارات التقنية بين تصدير الهيدروجين المضغوط، أو المسال كما هو الحال في سلطنة عمان، وصولًا إلى الأمونيا السائلة أو حتى استخدام مواد عضوية سائلة حاملة للهيدروجين.

إلى جانب سلطنة عمان، تضم القائمة دولاً مثل مصر، التي نجحت في تصدير أول شحنة من الأمونيا منخفضة الكربون إلى الهند، إلى جانب الإمارات التي تعمل عبر “أدنوك” على مشروع متميز لتخزين الهيدروجين في مواد عضوية، وتصديره إلى اليابان بصيغة “ميثيل سيكلوهكسان”.

الجزائر.. الأقرب إلى أوروبا وممر “SoutH2” في صدارة المشهد

تتمتّع الجزائر بموقع جغرافي استراتيجي يجعلها أقرب بلد عربي إلى السوق الأوروبية، ما يمنحها أفضلية في مجال التوريد عبر الأنابيب. وتعمل الجزائر على تطوير مشروع “ممر الهيدروجين الجنوبي” (SoutH2 Corridor)، لنقل الهيدروجين من منشآتها في حاسي مسعود باتجاه أوروبا، على مسافة تقارب 3300 كيلومتر، مع توقّعات ببلوغ طاقة التصدير نحو 4 ملايين طن سنويًا مع حلول عام 2030.

المشروع يحظى بدعم مشغلي شبكات الغاز الأوروبية، كونه يُعدّ من مشاريع البنية التحتية ذات الاهتمام المشترك في الاتحاد الأوروبي. ويعتمد على إعادة استخدام ما يقارب 65% من الشبكات القديمة للنفط والغاز، ما يتيح تقليل التكاليف وتعجيل التنفيذ.

طموح جزائري لتحقيق الريادة

وضعت الجزائر هدفًا طموحًا لإنتاج 2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بين عامي 2030 و2040، وهو ما يمثل قرابة 10% من الطلب الأوروبي المتوقع خلال تلك الفترة. وتأمل السلطات الجزائرية في تحقيق عائدات تصل إلى 10 مليارات دولار سنويًا من هذا القطاع، ما يُحوّل البلاد إلى قطب عالمي لصناعة وتصدير الهيدروجين النظيف.

كما تعمل الجزائر على استقطاب استثمارات تتراوح بين 25 و30 مليار دولار، وفق ما أكده المدير العام للاستشراف بوزارة الطاقة والمناجم، ميلود مجلد، مشيرًا إلى وجود نوايا حقيقية للاستثمار في هذا المجال الحيوي.

أنابيب غاز قديمة لآفاق جديدة

تملك الجزائر بنية تحتية هامة، تشمل أنبوبي “ميدغاز” الرابط مع إسبانيا بسعة 10 مليارات متر مكعب سنويًا، و”أنبوب المغرب العربي–أوروبا” المعطّل منذ أكتوبر 2021، والذي كانت سعته 12 مليار متر مكعب. ويدور الحديث اليوم عن إمكانية تحويل هذه الخطوط أو غيرها لاستخدامها في تصدير الهيدروجين، خاصة إذا أثبتت الدراسات التقنية أنها صالحة لذلك.

كما أعيد إحياء مشروع أنبوب “غالسي” الرابط بين الجزائر وسردينيا (إيطاليا)، الذي قد يتحوّل إلى أحد أكبر المشاريع لنقل الهيدروجين النظيف نحو أوروبا، بطاقة محتملة تصل إلى 2.5 مليون طن سنويًا.

التحديات لا تزال قائمة

ورغم كل هذه الطموحات، تُظهر بيانات منظمة أوابك أن تكلفة إنتاج الهيدروجين، سواء الأخضر أو الأزرق، لا تزال أعلى بسبع مرّات من تكلفة الغاز الطبيعي، وهو ما يشكل تحديًا اقتصاديًا يتطلب حلولاً تقنية ومالية لجعل هذه المشاريع أكثر تنافسية في السوق العالمية.

كما أشار خبير المنظمة، وائل حامد عبدالمعطي، إلى أن تصنيف الهيدروجين على أساس الألوان لم يعد دقيقًا عالميًا، لأنّ معايير التقييم باتت تركز على دورة الحياة الكاملة للانبعاثات.

شمال إفريقيا.. فرصة واعدة

تجمع تقارير متخصصة على أن بلدان شمال إفريقيا، وعلى رأسها الجزائر، تمتلك إمكانات هائلة لإنتاج الكهرباء الخضراء بأسعار منخفضة، ما يمنحها فرصة ذهبية لتكون من بين الموردين الرئيسيين للهيدروجين والأمونيا الخضراء إلى أوروبا، التي يُتوقع أن يصل طلبها إلى 30 مليون طن سنويًا بحلول 2030.

وفي هذا السياق، صرّح مدير الهيدروجين والطاقات البديلة بلجنة الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، رابح سلامي، أن الجزائر قادرة على طرح ما يصل إلى مليون طن من الهيدروجين في السوق بحلول 2040، اعتمادًا على مواردها الطبيعية الواسعة والبنية التحتية المتاحة.

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا