لطالما ارتبط الكالسيوم في أذهان الكثيرين بمنتجات الألبان مثل الحليب والجبن والزبادي، لكن دراسة حديثة نشرتها “ TF1 Info ” تكشف أن هذا الاعتقاد الشائع ليس دقيقًا، فهناك مصادر غذائية عديدة تمد الجسم بالكالسيوم، قد تفوق في بعض الأحيان منتجات الألبان.
إن الكالسيوم هو أكثر المعادن وفرة في جسم الإنسان، ويلعب دورًا أساسيًا في بناء العظام والأسنان، إلى جانب وظائف حيوية أخرى، لكن المفاجأة أن بعض منتجات الألبان لا تحتوي على نسب عالية من الكالسيوم كما يتصور البعض.
فعلى سبيل المثال، يحتوي 100 غرام من الجبن على 898 ملغ من الكالسيوم، بينما يوفر كوب الحليب العادي حوالي 300 ملغ فقط. والأسوأ من ذلك، أن الزبادي المنكه والحلويات اللبنية تحتوي على نسب عالية من السكر، ما قد يؤثر سلبًا على الصحة العامة رغم احتوائها على الكالسيوم.
وعلى الجانب الآخر، تبرز مجموعة من الأطعمة غير اللبنية كمصادر ممتازة لهذا العنصر الحيوي. فبذور الشيا، على سبيل المثال، غنية بالكالسيوم، ويعتبر التوفو المدعم بكبريتات الكالسيوم خيارًا فعالًا للنباتيين، إذ يحتوي نصف كوب منه على نحو 260 ملغ من الكالسيوم.
كما أن الأسماك المعلبة مثل السردين والسلمون، خصوصًا إذا تم تناولها بعظامها، توفر كميات كبيرة من الكالسيوم سهلة الامتصاص.
ولا يمكن تجاهل بدائل الحليب النباتية مثل حليب اللوز أو الصويا المدعم بالكالسيوم، والتي تعتبر حلولًا مناسبة لمن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا. إلا أن امتصاص الكالسيوم من هذه المصادر قد يكون أقل فعالية، مما يستدعي تنويع النظام الغذائي.
في المقابل، توصي منظمة الصحة العالمية بأن يحصل الشخص البالغ على 1000 إلى 1300 ملغ من الكالسيوم يوميا، ما يعني أن التركيز على التنوع الغذائي هو السبيل الأمثل لتجنب النقص في هذا العنصر.
باختصار، لم يعد الكالسيوم حكرًا على الحليب ومشتقاته. فالوعي الغذائي الجديد يفرض إعادة النظر في المفاهيم التقليدية، والتوجه نحو نظام غذائي متوازن يضمن الصحة ويقي من هشاشة العظام وأمراض نقص المعادن.