أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عزمه على مواصلة تعزيز المكاسب المحققة لعالم الشغل وفق الالتزامات التي تعهد بها للوصول إلى الحد الذي يطمئن العاملات والعمال، ويؤمن لهم إطارًا معيشيًا مرضيًا وحياة أسرية هادئة.
وأوضح الرئيس تبون، في رسالة له بمناسبة اليوم العالمي للشغل المصادف للفاتح ماي من كل عام، أنها فرصة لتجديد العزم على مواصلة مسيرة بناء الوطن التي سطر نهجها الأسلاف من الشهداء الأبرار والمجاهدين والمناضلين وكل المخلصين لهذا الوطن، من أجل الحفاظ على استقلالية القرار ومقدرات الأمة وثرواتها، والمساهمة في بعث اقتصاد قوي ومتنوع، يحفظ للوطن عزته وكرامته واستقلاله.
كما أكد رئيس الجمهورية عزمه على مواصلة تعزيز المكاسب المحققة لعالم الشغل، بعد تجسيد الالتزامات بالزيادات في رواتب العمال بنسب غير مسبوقة، من خلال مراجعة واسعة لشبكات الأجور، وأنظمة التعويضات، ومنح التقاعد والمعاشات، والتخفيف المعتبر للأعباء الضريبية، وهي المكاسب التي ستتعزز وتستكمل وفق الالتزامات التي تعهد بها للوصول إلى الحد الذي يطمئن العاملات والعمال، ويؤمن لهم إطارًا معيشيًا مرضيًا وحياة أسرية هادئة.
كما أشار السيد الرئيس إلى حرص الدولة على ضمان كرامة المواطن، وتكريس حماية حقوق المواطنات والمواطنين في صلب النصوص القانونية، ذات الصلة بالمسارات المهنية والتقاعد، سواء التي تم إقرارها، ومنها مؤخرًا تمديد فترة عطلة الأمومة وتخفيض سن التقاعد لأساتذة أطوار التعليم الثلاث وغيرها بهدف تثبيت الاستقرار الوظيفي. والاستمرار في إجراءات ردع المساس بالقدرة الشرائية من خلال محاصرة المضاربة والابتزاز والجشع.
واستحضر الرئيس تبون، تضحيات الأبطال الثوار خلال ثورة التحرير المباركة، بالاعتزاز فيها بوفاء العمال والنقابيين للجزائر، منذ تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين في 24 فيفري 1956، إلى محنة المأساة الوطنية التي تشهد على تصدي العاملات والعمال في تلك الفترة القاسية لآلة الإرهاب الهمجي المدمر، ووقوفهم بشجاعة وشموخ دفاعًا عن الدولة الوطنية ومؤسساتها.
وشدد رئيس الجمهورية، أن الجزائر المنتصرة تفاخر وتعول على بناتها وأبنائها العاملات والعمال، وهم يساهمون بنفس الالتزام والوفاء للوطن في هذه المرحلة ومن مختلف مواقعهم، في وضع ملامح نموذج اقتصادي عصري فهم الذين ترتكز عليهم التوجهات الاقتصادية الجديدة، وهم الثروة المستدامة التي تتوفر على طاقة عظيمة القيمة من الشباب العالي التكوين، الحامل للمهارات والطموح، والقادر على تسخير الذكاء والتكنولوجيا، للاندماج في ديناميكية مقاولاتية على النحو المحرك للنشاط الاقتصادي في تجارب الدول الناشئة.
وتوجه الرئيس تبون، بالتحية إلى الشباب مجددًا لهم تشجيعه اللامحدود، مثمنًا فيه إرادات التحدي والتجديد الداعمة لقدرات البلاد الاقتصادية ومهنئًا العاملات والعمال بالعيد العالمي للعمال، ومتمنيًا لهن ولهم النجاح أينما كانت مواقعهم في كل القطاعات، وفي شتى النشاطات المنتجة للخير والنماء في الجزائر الغالية.